Logo

صباح فخري ليس نبيّاً في وطنه؟

انتشرت أخيراً أخبار عن إقفال «معهد صباح فخري» في حلب بدعوى تحريم الحكومة الانتقالية الموسيقى. وسرعان ما تلته شائعة عن إغلاق «المعهد العالي للموسيقى» في دمشق، وانتشرت بين فناني الدوبلاج.

لكنّ عميد «المعهد العالي للموسيقى» المايسترو عدنان فتح الله نفى شائعة إغلاق المعهد العالي في دمشق جملةً وتفصيلاً، وردّها إلى الأخبار التي انتشرت عن إغلاق «معهد صباح فخري للموسيقى» في حلب.

وبالتواصل مع مسؤول مديرية التأهيل الفني في وزارة الثقافة ومدير «معهد صلحي الوادي» في دمشق بريام سويد، روى لنا تفاصيل حكاية إغلاق المعهد في حلب، قائلاً: «لم تكن المرة الأولى التي يتعرّض فيها المعهد للاغتصاب، إذ حاول بعض الأشخاص الاستيلاء عليه في عام 2013.

لكنّ الدولة استرجعته آنذاك. ومنذ ذلك الحين، تقرّر تعيين حارسٍ ليلي للمعهد. مع بداية انهيار النظام ودخول قوات الهيئة (هيئة تحرير الشام) إلى حلب، توقف الدوام نتيجة الأوضاع الأمنية المتسارعة، وخصوصاً أنّ دوام المعهد مسائي، وطلابه من الأطفال واليافعين، 

فالظروف هي التي فرضت إيقاف دوامه موقتاً، وليست إدارة العمليات».

بعد ثلاثة أيامٍ من دخول قوات «الهيئة» إلى حلب، فوجئ الطلاب بقدوم رجلٍ «يدّعي أنه الوريث الشرعي للبناء، وهو إيجار قديم، وكان برفقة ورشة نجّارة. خلع الأبواب واستولى على المبنى، 

ثم تواصل مع الجهات المعنية محاولاً شرعنة تصرّفه، فاتصلت بإدارة المعهد، وتبيّن أنّ المدعو لا يمتلك أي ثبوتياتٍ أو أحكام قضائيةٍ تمنحه الوكالة، ولا تربطه صلة قرابة بأصحاب العقار، فأخرجته الهيئة، ووضعت البناء تحت إشراف المعهد».

ويقتصر دور وزارة الثقافة السورية في هذا الملفّ على «المتابعة والتواصل مع إدارة المعهد؛ إذ لم تُمنح وزيرة الثقافة في الحكومة الأخيرة للنظام السابق الدكتورة ديالا بركات صلاحيات الوزير».

ويتابع بريام سويد قائلاً: «لا نملك أي تأثيرٍ على الأرض الآن كوزارة ثقافة؛ إذ اختيرت لجنة من قبل الهيئة، تتولى تسيير أعمال المعهد وإعادة هيكلته من إجراء المقابلات مع الأساتذة والكادر الإداري،

 وهي التي أعادت الدوام بعيداً من أي دورٍ لنا، وخصوصاً أنّه لم يتم تكليف وزيرٍ للثقافة حتى الآن. 

وهذه اللجنة هي التي أشرفت على تفكيك منظومة الطاقة الشمسية وسحب مادة المازوت المخصص للمعهد أثناء عطلته ربما للإفادة منها في أماكن أخرى نتيجة تعطّل المحطة الحرارية في حلب».

وكان المعهد قد افتتح أبوابه مجدداً مع بداية شهر شباط (فبراير) الحالي بحوالى 230 طالباً تراوح أعمارهم بين السبعة أعوامٍ والسبعة عشر عاماً.

وعبر تاريخه، خرّج المعهد كبار الموسيقيين السوريين منهم: المايسترو سمير كويفاتي، المؤلف والباحث الموسيقي نور اسكندر الذي شغل منصب مدير المعهد سابقاً، وعائلة الحريري الموسيقية العريقة.

وتأسّس «معهد صباح فخري» عام 1964 في حلب، وهو ثاني معهد موسيقي في سوريا بعد «معهد صلحي الوادي» في دمشق، 

وتبعتهما معاهد أخرى حملت أسماء قامات موسيقيةٍ سورية، مثل: معهد فريد الأطرش في السويداء، ومحمد عبد الكريم في حمص، نجيب السراج في حماه، ومحمود العجان في اللاذقية، بينما لا يزال «المعهد العربي للموسيقى» يحمل تسميته القديمة في طرطوس.