الفنان محمد عطروش يعاني بعد 6 عقود من العطاء

يعاني الفنان اليمني الكبير وشاعر الثورة والوطن محمد محسن عطروش، منذ سنواتٍ، من الإهمال والمرض الذي أقعده بعد ستة عقود من العطاء الذي أثرى الفن اليمني.

لفظ عطروش كلمات الثورة والحرية بوجه الاستعمار البريطاني على أوتار الموسيقى والنغم الثائر بأغنيته الشهيرة "برع يا استعمار برع"، والتي تحوّلت إلى أغنية وطنية تردّدها الأجيال في كل عيدٍ وطني وفي ذكرى ثورة 30 من نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام.

وكتب عطروش العديد من القصائد الشعرية ولحّنها وغنّاها، وما زالت تتردد على ألسنة اليمنيين وتذكرهم بوهج الثورة واستقلال الوطن وحريته. كذلك، قام بتلحين العديد من الأغاني الوطنية والشعبية للعديد من المطربين اليمنيين والعرب.

غنى لعطروش فنانون ومطربون يمنيون كُثر، منهم الفنان صالح العزاني وأحمد علي قاسم وعوض أحمد وصباح منصر ورجاء باسودان ومحمد سعيد منصر وعبد الكريم توفيق.

وعلى الرغم من المسيرة الفنية الحافلة بالعطاء والمساهمة الكبيرة في الفن اليمني، إلّا أنّ الفنان لم يحصل على الاهتمام والتقدير والتكريم المستحق من الدولة ورعاة الفن كأي فنان شعبي ووطني بالعالم.

ومع استمرار الإهمال الحكومي، تدهورت صحّة عطروش في السنوات الأخيرة، ولم يحصل على أيّ تقديرٍ إن كان لدوره الفني أو الوطني.

ويصف الصحافي خليل القاهري لقاءاته بالفنان عطروش، مشيراً إلى أنّه كان يتحدث بقدرة "الأديب والخطيب والمذيع"، واصفاً إياه بأنّه "موسوعي المعرفة وغزير المعلومات، جم التواضع، وعنوان البساطة والإنسانية". ويؤكد القاهري أنّ العلاج والمساعدة الطبية هما أقلّ ما يمكن تقديمه للشاعر المتحدّر من محافظة أبين جنوبي البلاد.

من جانبه، يوافق مستشار محافظ لحج، ناصر زيد اليوسفي، على أنّ عطروش لم يلقَ الرعاية والاهتمام من الدولة، رغم معاناته مع المرض، وناشد السلطات وقيادة المجلس الرئاسي بالتدخل، وتأمين الرعاية الطبية للفنان ومساعدته على السفر بهدف العلاج خارج اليمن.

ويوم أمس الأربعاء، ظهر محمد عطروش على عكازه، ليتلقى تكريماً رسمياً من جامعة عدن، التي منحته شهادة الدكتوراه الفخرية، استحقاقاً لما قدمه للفن وللوطن وتقديراً لمسيرته الفنية.

واصطف عددٌ من المسؤولين الحكوميين في طابور طويل لالتقاط الصور مع عطروش، من بينهم وزير الإعلام والسياحة معمر الإرياني، ورئيس جماعة عدن. لتكون الحكومة قد اختارت التكريم على التكفّل بمنحة علاجية للفنان.