من الثقة قبل البطولات.. إلى الإقالات والاستقالات بعدها

 تتجه الأنظار إلى المدرّبين قبل بطولات المنتخبات وخلالها وبعدها، وهذا ما ستكون عليه الحال في كأس أوروبا 2024 التي ستبدأ بعد أيام.

قبل البطولة، يحظى المدرّبون بثقة الاتحادات الكروية في هذا البلد وذاك، وتُنفّذ كل طلباتهم، وتوضع الأهداف التي سيحققها المنتخب في البطولة، والتي تختلف بين المنتخبات من الصف الثاني والثالث ببلوغ الدور الثاني وربع النهائي، والمنتخبات الكبرى ببلوغ المباراة النهائية والتتويج باللقب أو الدور نصف النهائي على الأقل.

قبل البطولة، يكون المدرّبون بعيدين عن المساءلة، بل حتى إن العديد من الاتحادات الكروية لا تتوانى عن توفير الدعم المعنوي للمدرّبين، وذلك عبر تمديد عقودهم. 

وفي الحديث عن كأس أوروبا القادمة، هذه هي حال منتخب إسبانيا: قبل أيام، لم يتوانَ الاتحاد الإسباني لكرة القدم عن تمديد عقد المدير الفني للمنتخب لويس دي لا فوينتي، وذلك بعد النتائج التي حققها، ولمنحه الثقة والشعور بأن الاتحاد الإسباني وراءه ويدعمه، لكن خلال البطولة وبعدها، فإن الأمور تبدو مختلفة. في البطولة، تبدأ الضغوطات على المدرّبين وفقاً للنتائج، وحتى لا يكونون بعيدين عن الانتقادات، ما يؤثر فيهم.

أما بعد البطولة، فتأتي الإقالات والاستقالات وفقاً للنتائج ومدى بلوغ الأهداف التي وضعها كل من الاتحاد الكروي والمدير الفني، إذ تُقيل الاتحادات الكروية المدير الفني أو يستقيل من تلقاء ذاته لفشله في بلوغ الأهداف التي اتُفق عليها.

لا توجد بطولة للمنتخبات لم تشهد إقالات واستقالات بعد اختتام مبارياتها، إذ تسعى الاتحادات الكروية لبدء مرحلة جديدة في حال فشل المدير الفني في مهمته في البطولة.

لنأخذ مثلاً البطولة السابقة الكبرى للمنتخبات، وهي كأس العالم 2022، إذ جرت إقالة روبرتو مارتينيز من تدريب منتخب بلجيكا بعد الخروج الفادح من الدور الأول، كما أُقيل لويس إنريكي من تدريب منتخب إسبانيا بعد الخروج من الدور الثاني،

كذلك أُقيل فرناندو سانتوس من تدريب منتخب البرتغال بعد الخروج من ربع النهائي. أضف إلى أن هانز – ديتر فليك أُقيل من تدريب منتخب ألمانيا بعد فترة من مونديال 2022 بسبب النتائج، لكن السبب الأول كان خروج منتخب ألمانيا من الدور الأول في كأس العالم.

هكذا تختلف أحوال المدرّبين قبل بطولات المنتخبات وخلالها وبعدها. يمكن خلال شهر من منافسات البطولة أن تتحوّل الثقة إلى إقالة أو استقالة، ويمكن، في المقابل، أن يحظى من ينجح في المهمة بعقد جديد يكون حتى موعد البطولة القادمة سواء في كأس أوروبا أو المونديال.

حسن زين الدين