نصف نهائي «المنحوسين».. الملعب الفيستفالي غارقٌ بالطلاسم!
لطالما انقسم الوسط الهولندي - الإنكليزي بين راضخين للواقع ومؤمني خرافات عندما يتعلّق الأمر بالألقاب القارية. البعض رضي بـ«قدره»، من منطلق أن كرة القدم ليست عادلة، تنصف أحياناً من لا يستحق وتحول دون تتويج من يعطيها.
لكنّ جزءاً كبيراً ذهبَ أبعد من ذلك، وعلّق الخيبات على شمّاعة النحس واللعنة.الانهيارات المدوّية والمتكررة في الأمتار الأخيرة جعلت عدداً كبيراً من الهولنديين والإنكليز، جماهير وأجهزة فنية ولاعبين، يؤمنون بشعوذات «الفانيلات» والأحذية، اعتقاداً منهم بأن باستطاعة طقم كرة قدم محدد أو زوج معيّن من «الشباشب» الرياضية، تعزيز حظوظ حصد الألقاب.
لكن تلك «التعاويذ» وغيرها سقطت مراراً على أعتاب الأدوار المتقدمة، وتحديداً بالنسبة إلى «الطواحين».
يمتلك المنتخب الهولندي تاريخاً مأسوياً عندما يتعلق الأمر بالألقاب.
لاعبون «عظام» أمثال يوهان كرويف، ورود خوليت، وياب ستام، ودينيس بيركامب، وماركو فان باستن، وإدوين فان دير سار، ورونالد كومان (المدرب الحالي للمنتخب)... تواتروا على أجيال مختلفة للكرة الشاملة دون تحقيق نجاحات تليق بجودتهم.
تكفي الإشارة إلى أنه بلغة الأرقام، يبقى فريق «الطواحين» هو الوحيد الذي بلغ نهائي كأس العالم ثلاث مرات (1974، 1978 و2010) ونصف النهائي مرتين (في 1998 و2014) دون الفوز بالبطولة على الإطلاق.
هذه الإخفاقات حاكَت مسيرة المنتخب بشكل جزئي على صعيد أمم أوروبا، حيث بلغَ «الطواحين» الدور نصف النهائي في ثلاث مناسبات (1992، 2000، 2004)، مع حصد اللقب مرة واحدة فقط عام 1988.
«النحس» لم يقتصر على المنتخب «البرتقالي» فحسب، إذ لازم نظيره الإنكليزي لفترةٍ طويلة أيضاً.
قبل كل بطولة قارية، يتم تصنيف منتخب «الأسود الثلاثة» كأحد أبرز المرشحين لاعتلاء منصة اللقب، لكن تلك التصنيفات لم تتخطّ إطار التوقعات منذ عام 1966، عندما رفعَ الإنكليز كأس العالم كآخر لقب لهم.
كافحَ المنتخب بعدها مراراً لتكرار «الإنجاز»، لكنه فشل في محطاتٍ مختلفة كما لو أن «لعنةً» أُنزلت عليه، حيث احتل المركز الثالث في بطولة «اليورو» عامي 1968 و1996، مع حصده وصافة نسخة 2020 الماضية،
كما المركز الثالث في دوري الأمم الأوروبية 2019.
للمفارقة، تبقى إقصاءات المنتخب الإنكليزي «مفهومة» نسبياً مقارنةً بخيبات هولندا، حيث إن لعنة الأسود الثلاثة، أقلّها الحاصلة أخيراً، مرتبطة بسوء الإدارة الفنية بالدرجة الأولى،
على رأسها المدرب غاريث ساوثغيت، الذي يتخذ قرارات كارثية في بطولة أمم أوروبا الجارية تعود عليه بانتقادات لاذعة من الوسط الرياضي الإنكليزي والعالمي على حدّ سواء.
ولأن التفاصيل وحدها تحدّد هوية الأبطال، سوف يتسابق ساوثغيت مع نظيره كومان لضبط الجزئيات، في فرصةٍ ذهبية للاقتراب من اللقب قد لا تتكرر قريباً.