من صلاح إلى ديمبلي... 6 لاعبين يتنافسون على «الكرة الذهبية»
قبل أسبوع، وضعت مجلة «فرنس فوتبول» الفرنسية، صورة محمد صلاح، مهاجم ليفربول الإنجليزي، على غلافها، في إشارة قد تبدو إيجابية في سباق الهداف المصري مع 6 من منافسيه للفوز بجائزة «الكرة الذهبية» لـ«أفضل لاعب في العالم».
لا يزال جورج ويا هو اللاعب الأفريقي الوحيد الذي فاز بجائزة «الكرة الذهبية» لأفضل لاعب في العالم، لكن المستويات المذهلة التي قدمها صلاح خلال الموسم الماضي وضعته في الفئة نفسها إلى جانب النجم الليبيري.
سجل النجم المصري 29 هدفاً وصنع 18 هدفاً ليقود ليفربول للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه لم يتمكن من قيادته إلى ما هو أبعد من دور الـ16 في دوري أبطال أوروبا. اعتمد الهولندي أرني سلوت، المدير الفني لليفربول، على صلاح في جميع مباريات الفريق بالدوري، في مؤشر واضح على أهميته ولياقته البدنية المذهلة. وقال سلوت عن فرص صلاح في الفوز بـ«الكرة الذهبية»: «لقد قدم مواسم رائعة للغاية مع ليفربول، لكن هذا الموسم ربما يكون الأبرز من حيث الأرقام. وإذا كانت هناك فرصة لفوزه بالجائزة، فستكون خلال هذا الموسم. وإن لم يحصل عليها، فسيبذل جهداً أكبر في الموسم المقبل». ومع بلوغ صلاح عامه الـ33 في منتصف يونيو (حزيران)، فقد تكون هذه هي فرصته الأخيرة للفوز بأعلى جائزة فردية في عالم كرة القدم، حتى لو رأى مديره الفني خلاف ذلك.
ويأمل صلاح، الذي رُشّح للقائمة النهائية القصيرة مرتين من قبل، أن يقف الحظ بجانبه هذه المرة، وأن يكون التقدير لكامل مسيرته، رغم علمه بالمنافسة الشديدة التي يلقاها من عدة لاعبين تألقوا هذا الموسم، خصوصاً الفرنسي عثمان ديمبلي مهاجم باريس سان جيرمان، الذي تضغط وسائل إعلام بلاده بقوة على المجلة الفرنسية لمنحة الجائزة المرموقة.
وأثبت عثمان ديمبلي، الذي يبلغ من العمر 28 عاماً، جدارته في المنافسة على الجائزة بعد المستويات الرائعة التي قدمها الموسم المنقضي، وقياد فريقه للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا والثنائية المحلية. وكان سان جيرمان وديمبلي قريبين من التتويج بكأس العالم للأندية وتحقيق رباعية تاريخية، لكنه سقط في المباراة النهائية أمام تشيلسي الإنجليزي الأحد (صفر - 3).
لكن هل يتأثر المصوتون بهزيمة سان جيرمان الثقيلة أمام تشيلسي، ويتراجع ديمبلي خطوة في سباق المتنافسين على الجائزة؟
لقد سجّل مهاجم باريس سان جيرمان 21 هدفاً وقدّم 6 تمريرات حاسمة في الدوري الفرنسي الممتاز، وقاد فريقه للفوز بلقب الدوري بفارق 19 نقطة عن أقرب منافسيه، كما سجل 8 أهداف وقدّم 6 تمريرات حاسمة في دوري أبطال أوروبا الذي توج به النادي الباريسي بعدما سحق إنتر ميلان الإيطالي في المباراة النهائية بخماسية نظيفة.
علاوة على ذلك، تزامن تحول باريس سان جيرمان إلى أفضل فريق في العالم بشكل مباشر تقريباً مع انتقال ديمبلي إلى مركز المهاجم الصريح وتألقه اللافت في عام 2025. لذا، يمتلك ديمبلي كل الإحصاءات والبطولات والألقاب التي يبحث عنها المصوتون في الجائزة. ومن الواضح أن باريس سان جيرمان هو أفضل فريق في العالم الآن، ويمكننا جميعاً أن نرى أن ديمبلي هو السبب الرئيسي وراء ذلك.
كانت مسيرة ديمبلي الكروية تشهد تراجعاً واضحاً عندما انتقل إلى سان جيرمان من برشلونة في عام 2023، لكنه بدا أكبر هدوءاً وراحة في فرنسا. ونجح الإسباني لويس إنريكي، المدير الفني السابق لبرشلونة، في مساعدة لاعبه الفرنسي على تقديم أفضل ما لديه داخل الملعب، حتى بعد استبعاده من قائمة الفريق لأسباب تأديبية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. يتمتع ديمبلي بالسرعة الفائقة والمهارة الفذة، وهو ما يتسبب في كثير من المتاعب والمشكلات لمدافعي الفرق المنافسة.
وليس صلاح وديمبلي وحدهما في السباق على الجائزة، فهناك أيضا الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا جناح باريس سان جيرمان، الذي بدأ الموسم الماضي مع نابولي قبل انضمامه في يناير (كانون الثاني) إلى النادي الفرنسي ليواصل رحلة التألق. يمكن للنجم الجورجي أن يفخر بتحقيق إنجاز نادر يتمثل في فوزه بلقبين محليين مع فريقين مختلفين في العام نفسه؛ الدوري الإيطالي الممتاز مع نابولي، والدوري الفرنسي مع باريس سان جيرمان. كما حصل على لقب دوري أبطال أوروبا. كان عشاق كرة القدم يعرفون بالفعل ومنذ فترة طويلة القدرات الهائلة التي يمتلكها كفاراتسخيليا؛ تلك القدرة على تجاوز اللاعبين بسرعة مذهلة، والتحرك يميناً ويساراً، بالإضافة إلى التسديدات القوية.
يُذكر أن كفاراتسخيليا هو ابن لاعب دولي سابق (رغم أن والده، بدري، لعب مع أذربيجان) لكنه سلك طريقاً مختلفة نحو النجومية، حيث خاض اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً 3 مواسم في روسيا قبل أن ينتقل إلى نابولي. لقد نجح كفاراتسخيليا في صناعة الفارق مع باريس سان جيرمان بدوري أبطال أوروبا، وقاده إلى المستوى التالي الذي كان يكافح من أجل الوصول إليه في البطولة الأقوى بالقارة العجوز.
ولا يمكن إخراج البرازيلي رافينيا، مهاجم برشلونة الإسباني، من سباق المنافسة، بل هو من المرشحين بقوة للفوز بـ«الكرة الذهبية».
اللاعب الذي أنقذ ليدز يونايتد من الهبوط من الدوري الإنجليزي الممتاز، قبل أن ينضم إلى برشلونة، بات الآن ينافس بقوة على جائزة «الكرة الذهبية»، وهو أمر غريب حقاً بالنظر إلى أنه قبل 12 شهراً فقط كان فريقه الإسباني يسعى لبيعه من أجل الحصول على بعض المال. المدير الفني الألماني، هانزي فليك، هو الوحيد الذي قاتل للإبقاء على رافينيا مع برشلونة، مدركاً تماماً القدرات الهائلة التي يملكها اللاعب البالغ من العمر 28 عاماً. وبالفعل، أصبح راقص السامبا شخصية مؤثرة للغاية مع الفريق الكتالوني وكان سبباً رئيسياً في تتويج الفريق بالثنائية المحلية (الدوري والكأس). سجل رافينيا 34 هدفاً في جميع المسابقات، وكان سبباً رئيسياً في فوز برشلونة بلقب الدوري للمرة الـ28، بالإضافة إلى الوصول إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. وسيظل رافينيا، الذي يلعب غالباً في مركز الجناح الأيسر، بطلاً أبدياً في برشلونة بعد تسجيله هدفين في مباراة الكلاسيكو التي انتهت بفوز فريقه على غريمه التقليدي ريال مدريد بـ4 أهداف مقابل 3 الشهر الماضي.
وبجانب رافينيا، هناك أيضاً لامين جمال، موهوب برشلونة الواعد، الذي يتقدم أيضاً في سباق «الكرة الذهبية»، وإذا لم يفز جمال بالجائزة هذا العام، فمن المؤكد أنه سيفوز بها في المستقبل، بل وسيفوز بها أكثر من مرة. يُعدّ اللاعب الشاب البالغ من العمر 17 عاماً موهبة استثنائية، وقد نجح، على الرغم من صغر سنه، في الحصول على كثير من الميداليات والجوائز الشخصية. وخلال الصيف الماضي، فاز ببطولة «كأس الأمم الأوروبية» مع منتخب إسبانيا؛ وفاز هذا الموسم بكأس ودوري إسبانيا. وقال رافينيا عن زميله في الفريق: «لا يوجد سقف لطموحاته، ويمكنه الذهاب إلى أبعد مدى يريده. وكل شيء يعتمد عليه، فهو يتحلى بالجودة والالتزام والعمل الجاد». في الواقع، لا يرغب أي مدافع أن يلعب ضد النجم الشاب الموهوب الذي يلعب على الناحية اليمنى ثم يدخل إلى عمق الملعب من أجل التسديد في الزاوية العليا للمرمى.
ورغم تراجع حظوظه، فإن الفرنسي كيليان مبابي، مهاجم ريال مدريد الإسباني، ما زال في سباق المرشحين للفوز بجائزة «الكرة الذهبية».
يرى بعض مكاتب المراهنات أن فرص فوز مبابي بـ«الكرة الذهبية» هي بين 1 و50، ومع ذلك، لا يزال المهاجم الفرنسي يتطلع للفوز بالجائزة. جاء مبابي في المركز السادس خلال حفل توزيع الجائزة العام الماضي، ولا يوجد أي لاعب ممن سبقوه العام الماضي ضمن المرشحين لهذا العام. وخلال موسمه الأول مع ريال مدريد، فاز النجم الفرنسي بكأس السوبر وكأس «إنتركونتيننتال»، لكن فريقه خسر أمام برشلونة في الدوري الإسباني وأمام آرسنال في دوري أبطال أوروبا. سجّل مبابي، البالغ من العمر 26 عاماً، 31 هدفاً في 34 مباراة بالدوري، لكنه لم يقدم المستويات المتوقعة منه في اللحظات الحاسمة بدوري أبطال أوروبا، وكانت مشاركته في مونديال الأندية مخيبة. صلاح يريد أن يكون اللاعب الأفريقي الثاني الذي يفوز بـ«الكرة الذهبية» بعد الليبيري جورج ويا