Logo

ميسي ورونالدو.. هل يقترب الكبار من النهاية بعد مشاهد التوتر غير المعتادة؟

 ظلّ الأسطورتان الأرجنتيني ليونيل ميسي (38 عاماً) والبرتغالي كريستيانو رونالدو (40 عاماً) لسنوات طويلة مرادفين للالتزام، الانضباط، والتحكم التام في أعصابهما داخل وخارج المستطيل الأخضر، لكن خلال الأيام الماضية، انتشر مشهدان أثارا الجدل حول هدوء هذين النجمين الكبيرين مع اقتراب موعد الاعتزال، وربما عكسا ثقل الضغوط الذهنية في هذه المرحلة الأخيرة من مسيرتهما.

وعاش ميسي ليلة عاطفية مميزة بتسجيله ثنائية في آخر ظهور رسمي له أمام جماهير بلاده، خلال مباراة الأرجنتين أمام فنزويلا، التي أقيمت في ملعب المونيمونتال وانتهت بفوز "التانغو" بثلاثية نظيفة، لكن هذه الأجواء المليئة بالمشاعر تحوّلت للحظة توتر حينما دخل في مشادة مع المخضرم الفنزويلي توماس رينكون (37 عاماً) في نفق غرف الملابس بين الشوطين، إذ لم يتردد ميسي في توجيه عتاب صارم لخصمه، بل وصل الأمر إلى دفعه بشكل خفيف، قبل أن يتدخل اللاعبون والحكام للفصل بينهما، في مشهد بدا استثنائياً للاعب اشتهر طيلة مسيرته بابتعاده عن النزاعات المباشرة.

ولم تمر سوى ساعات حتى كان رونالدو في قلب جدل آخر، لكن خارج الملعب، بعد أن اقتحم أحد المشجعين حواجز الأمن داخل الفندق، محاولاً التقاط صورة معه داخل معسكر المنتخب البرتغالي في العاصمة الأرمنية يريفان، ليأتي رد فعل "الدون" فورياً بدفع المشجع جانباً ومواصلة السير، قبل أن يتدخل رجال الأمن لإبعاد المتطفلين. وأعطت هذه اللقطة التي انتشرت بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي انطباعاً عن نفاد صبر النجم البرتغالي، الذي ظلّ لسنوات يتعامل مع ضغوط الجماهير بقدر أكبر من الدبلوماسية.

وطرحت هذه السلوكيات، وإن كانت عابرة، أسئلة عميقة حول البعد النفسي لميسي ورونالدو في نهاية مسيرتهما، بعد أن قضيا قرابة عقدين يحافظان على صورتهما المثالية، ونجحا في كتابة تاريخ كروي استثنائي، إلا أن عامل السن والضغط النفسي يعد أحد أهم العوامل في خروجهما عن إطار الهدوء المعتاد.

ويعيش اللاعبان ضغوطاً كبيرة مع منتخبي بلديهما، إضافة إلى ما يحدث مع أنديتهما. فالنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي يُعد دائماً في منافسة مفتوحة مع الأسطورة الراحل وملهم الجماهير دييغو مارادونا، وجد نفسه مطالباً بمواصلة كتابة التاريخ بعد أن قاد منتخب بلاده للتتويج بلقبي كوبا أميركا، ثم الإنجاز الأهم بتحقيق كأس العالم في قطر سنة 2022. هذا النجاح رفع سقف طموحات الجماهير الأرجنتينية، التي تتمنى أن يكرر "البولغا" الإنجاز العالمي ويظفر بمونديال ثانٍ، ليُكرَّس نهائياً أفضل لاعب في تاريخ الأرجنتين والأسطورة الأول لبلاد التانغو.

من جهته، ورغم تقدّم سنّه، ما زال النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو يبحث عن تحقيق كأس العالم الأولى له، والتتويج بالبطولة الوحيدة التي تنقص خزائنه المليئة بالألقاب، ويأتي هذا الطموح في ظل الجيل الجديد للمنتخب البرتغالي، الذي يقدّم مستويات مميزة مع أنديته في أوروبا، وقد أثبت جهوزيته بالفعل بحصد لقب دوري الأمم الأوروبية. هذا الإنجاز يعكس قدرة "برازيل أوروبا" على خوض تحديات أكبر والسعي وراء اللقب الأغلى، ليضيف رونالدو بذلك كأس العالم إلى جانب لقبي كأس أمم أوروبا 2016 ودوري الأمم. 
 
ورغم مكانته الأسطورية في البرتغال، وشعبيته الجارفة على مستوى العالم، حيث تستقطب مبارياته حضوراً جماهيرياً واسعاً في كل مكان يوجد فيه، من النمسا إلى الهند وهونغ كونغ مع نادي النصر السعودي، فإن رونالدو لا يزال يتطلع إلى رفع كأس العالم قبل أن يضع حدّاً لمسيرته الدولية. هذا الحلم، إن تحقق، سيضعه على قدم المساواة مع غريمه التاريخي ليونيل ميسي في ما يتعلق بالإنجازات مع المنتخبات الوطنية.