ريال مدريد يغيّر اسم ملعبه.. خطوة تجارية تثير غضب الجماهير
غيّر نادي ريال مدريد اسم ملعبه التاريخي من سانتياغو برنابيو إلى برنابيو فقط، في خطوة تحمل طابعاً تجارياً واضحاً، وتستهدف تعزيز الحضور العالمي للنادي.
ويظهر هذا التغيير بوصفه جزءاً من مشروع شامل لإعادة صياغة الهوية البصرية والتسويقية للمنشأة، التي خضعت خلال الأعوام الماضية لعملية تحديث ضخمة كلّفت ملايين اليوروهات، ما جعل إدارة النادي ترى في الاسم المختصر علامة تجارية أكثر قدرة على الانتشار.
وعرض النادي هذا القرار باعتباره ضرورة استراتيجية تواكب طموحه في تحويل الملعب إلى فضاء ترفيهي عالمي، لا يقتصر دوره على استضافة مباريات كرة القدم، بحسب ما ورد في مقال بصحيفة آس الإسبانية.
ويستند ريال مدريد، في هذا التوجه، إلى رؤية تسويقية تعتبر أن الاسم المختصر أكثر جاذبية للعلامات التجارية العالمية، وأكثر قابلية للانتشار في الأسواق الدولية، خصوصاً مع استخدام الملعب لاستضافة فعاليات جماهيرية ضخمة.
ويستعد النادي، من خلال هذه الهوية الجديدة لفتح أبوابه أمام سلسلة من الأحداث الكبرى، إذ يحتضن ملعب برنابيو هذا الأسبوع مباراة في الدوري الأميركي لكرة القدم، لتصبح مدريد رابع مدينة أوروبية تستقبل هذه البطولة بعد لندن وفرانكفورت وميونخ.
ويعوّل النادي على هذا النوع من النشاطات لزيادة دخله وتنويع مصادر مداخيله، بعيداً عن كرة القدم التقليدية، مستنداً إلى البنية الحديثة، التي يتميّز بها الملعب بعد تجديده.
ويقدّم خبراء التسويق الرياضي هذا القرار بوصفه نموذجاً واضحاً لإعادة التموضع التجاري، مؤكدين أنّ الاسم المختصر ينسجم مع التصميم المستقبلي للملعب، ومع طموح النادي في تحويله إلى وجهة ترفيهية عالمية.
ويعتقد هؤلاء أنّ ريال مدريد يسعى إلى أن يصبح ملعب برنابيو علامة قائمة بذاتها، قادرة على منافسة أكبر مجمّعات الترفيه العالمية، ما يفسّر توقيت الإعلان، تزامناً مع حدث رياضي أميركي كبير على الأراضي الإسبانية.
ويعترض عدد كبير من المشجعين على هذا التغيير، معتبرين أنّ حذف اسم سانتياغو يمثّل مساساً بالإرث التاريخي لأحد أهم رموز النادي. وعبّر البعض عن استغرابه من الاكتفاء باسم برنابيو، بينما رأى آخرون أنّ التاريخ لا يجوز تبسيطه لمصلحة التوجهات التجارية.
وأصرّ جزء من الجماهير على أن الملعب سيظل بالنسبة إليهم سانتياغو برنابيو مهما تغيّرت تسميته الرسمية، في وقت يحاول النادي تهدئة الجدل عبر تأكيد أن الهدف هو التطوير لا إلغاء الماضي.
ويوازن هذا الجدل بين منطق السوق وذاكرة الجماهير، إذ يواصل ريال مدريد تنفيذ مشروعه الطموح لجعل ملعبه منصة اقتصادية وترفيهية عالمية، بينما تتمسّك فئة واسعة من مشجعيه بالرمزية التاريخية، التي شكّلت جزءاً من هوية النادي لأكثر من سبعة عقود.