هل يتجه الإنترنت إلى نقطة اللاعودة؟

 يتوقّع باحث هولندي، أن شبكة الإنترنت ستشهد انقراضاً في المستقبل، منوّهاً إلى  أنها تتجه إلى "نقطة اللاعودة"، ما يجعلها محكوم عليها بالانقراض في نهاية المطاف، وفق رأيه.

وفي تبرير لتوقعاته، أشار الأستاذ في جامعة أمستردام للعلوم التطبيقية، جيرت لوفينك، في حوار مع مجلة "لوبس" الفرنسية، إلى أن "حرية التعبير على الإنترنت ستصبح مشكلة كبيرة، وسيبتعد الناس عن الشبكة العالمية".

وتابع مبيّناً أن "مؤسسي الإنترنت تصوّروا أن يكون المشروع شبكة لا مركزية يدعمها المواطن، لكننا خسرنا هذه الحرب بطريقة غير عادية، لأن الإنترنت في أيدي شركات التكنولوجيا التي لا تهتم كثيراً بحقوق الأفراد أو المجتمع ككل".
 
وبالنسبة للوفينك، فقد يحدث انقراض الإنترنت بسبب عدم توفر بعض الخدمات بشكلٍ دائم، لينتهي الأمر إلى انخفاض الوصول أو حتى انقطاع الاتصال، متخيلاً أن "البنية التحتية اللازمة للحفاظ على الإنترنت قد تستعصي أو لا تتوفر إلا عبر حلول باهظة يقدمها عمالقة التكنولوجيا، مثل أقمار الملياردير إيلون ماسك، على سبيل المثال".

أيضاً من أسباب زوال الإنترنت، من وجهة نظر الخبير الهولندي، هو أن المستخدمين "العاديين" يدفعون في الوقت الحالي ثمنا باهظا بشكل متزايد لإدمانهم على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات، مشددا على أن هذا الثمن "نفسي" في المقام الأول.

وتابع موضحاً: "لا يعاني الكثير من الشباب فقط من تشوّه احترام الذات واضطرابات القلق، ولكن يتم أيضاً الاستعانة بمصادر خارجية لتخريب بعض الوظائف الحيوية لأدمغتنا، ما يؤدي في النهاية إلى أن تصبح ذاكرتنا قصيرة المدى، ويصبح انتباهنا مشتتا بشكل متزايد وموجها بشكل خاص للغاية".

ورغم توقعات الباحث الهولندي، جيرت لوفينك، فإنه يرسل بارقة أمل في تصريحاته، معتقداً أن الحل لعدم زوال الإنترنت هو "استعادة الشبكة العنكبوتية بشروط البشر الخاصة"، وذلك ببناء منصات تواصل اجتماعية بديلة تعمل في خدمة المجتمع بدلاً من الشركات المذكورة، مؤكدا أن إعادة هيكلة الإنترنت، وخاصة المنصات ليست مهمة مستحيلة.