كيف أصبح Facebook وInstagram أسواقاً لاستغلال الأطفال جنسياً؟

 نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية كلام تينا فروندت، التي ساعدت مئات الأطفال مثل مايا منذ افتتاحها منزل كورتني في عام 2008 (وهو مركز لمساعدة الأطفال المستغلين)، أنّ أول شيء تفعله الآن عندما تتمّ إحالة أي طفل إليها هو "طلب حساب Instagram الخاص بهم".

وأشارت فروندت إلى أنّ منصات وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى تُستخدم أيضاً لاستغلال الأطفال الموجودين في رعايتها، مشددةً على أنّ "Instagram هو الأكثر استخداماً..".

وأضافت الصحيفة أنّه في السنوات الـ20 منذ ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح الاستغلال الجنسي للأطفال أحد أكبر التحديات التي تواجه شركات التكنولوجيا.

ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC)، يستخدم المتاجرون بالبشر الإنترنت كـ "مجالات صيد رقمية"، مما يسمح لهم بالوصول إلى كل من العملاء والضحايا المحتملين، مع استهداف الأطفال من قبل المتاجرين على منصات التواصل الاجتماعي. 

وتوضح أنّ أكبر هذه الشركات هو فيسبوك، عملاق التكنولوجيا الذي يستخدم أكثر من 3 مليارات شخص في جميع أنحاء العالم منصاته، والتي تشمل أيضاً Instagram.

في عام 2020، وفقاً لتقرير صادر عن معهد الاتجار بالبشر غير الربحي ومقره الولايات المتحدة، كان Facebook هو المنصة الأكثر استخداماً لتهيئة الأطفال وتجنيدهم من قبل المتاجرين بالجنس (65%)، بناءً على تحليل 105 حالات اتجار جنسي بالأطفال في ذلك العام. احتل انستغرام  المرتبة الثانية بينما احتل Snapchat المرتبة الثالثة.

تعتبر الاستمالة والاتجار بالجنس مع الأطفال، على الرغم من بحثهما ومناقشتهما معاً في كثير من الأحيان، من الأفعال المتميزة، بحسب الصحيفة.

وتابعت أنّ مصطلح "الاستمالة" يشير إلى فترة التلاعب بالضحية قبل استغلالها لأغراض جنسية أو لأغراض أخرى، مؤكدةً أنّ "الاتجار بالجنس مع الأطفال" هو استغلال جنسي لطفل على وجه التحديد كجزء من صفقة تجارية.

وقالت "الغارديان" إنّ لدى Meta العديد من السياسات المعمول بها لمحاولة منع الاتجار بالجنس على منصاتها. إذ كتب مارك زوكربيرج، مؤسس شركة ميتا، في مذكرة للموظفين في عام 2021: "من المهم جداً بالنسبة لي أن يكون كل ما نبنيه آمناً ومفيداً للأطفال".

ولكن على مدار العامين الماضيين، من خلال المقابلات وشهادات الناجين ووثائق المحكمة الأميركية وبيانات الإبلاغ عن الاتجار بالبشر، سمعنا ادعاءات متكررة بأنّ Facebook و Instagram أصبحا منصات مبيعات رئيسية للاتجار بالأطفال.

وأكدت الصحيفة أنّها أجرت مقابلات مع أكثر من 70 مصدراً، بما في ذلك الناجون وأقاربهم والمدعون العامون والمتخصصون في حماية الأطفال ومشرفو المحتوى في جميع أنحاء الولايات المتحدة، من أجل فهم كيفية استخدام المتاجرين بالجنس لـ Facebook و Instagram، ولماذا ميتا قادرة على إنكار المسؤولية القانونية عن الاتجار الذي يحدث على منصاتها.

وأضافت أنّه بينما تقول ميتا إنّها تفعل كل ما في وسعها لمنع مثل هذه الأمور، فقد رأينا أدلة تشير إلى أنّها فشلت في الإبلاغ أو حتى اكتشاف المدى الكامل لما يحدث، وقال العديد ممن قابلناهم إنّهم شعروا بالعجز عن جعل الشركة تتصرف.