Ae watan mere watan: الهند تواجه المستعمر الإنكليزي في الأربعينات

 يتمحور الفيلم الجديد: يا وطني الحبيب، حول قصة الصبية التي خرجت من منزل والدها الداعم للإنكليز من خلال مهنته كقاض لا حول له ولا قوة، إنها أوشا - سارة علي خان - التي ومنذ طفولتها رفضت الذل والهوان والإساءات التي مارسها الجنود الإنكليز بحق عموم الهنود على مدار الوقت، وهي عارضت طأطأة والدها لأوامر ورغبات الضباط الإنكليز، وكان عقابها دائماً العزل في المنزل لأيام حتى لا تذهب إلى مقر حزب المؤتمر وتنفذ رغبات قادته في التنظيم ومواجهة عسكر بريطانيا.

لكن الأمور لم تطل حتى هربت الصبية من أسرها المنزلي إلى فضاء البلاد تتعاون مع أصدقائها من الشباب الناشطين، طلعت بفكرة استحداث إذاعة ناطقة بإسم الثوار في البلاد تحمل إسم إذاعة المؤتمر يغطي بثها جميع مناطق الهند، وظل عنوان مكاتبها سرياً للحؤول دون مصادرتها لأن السلطات تمنع إقامة مثل هذه المنابر التي تعتبرها إرهابية تحريضية تخدم الفوضى.

وطالت عمليات الكر والفر بين الطرفين وكانت أجهزة حديثة إستقدمت لتحديد مكان بث الإذاعة من دون جدوى، وتم استحداث مواقع رديفة بديلة وإضافية إلى أن نجح القائد الإنكليزي – آليكس أونيل - في معرفة مكان البث واعتقل عدداً من العاملين بينهم أوشا التي تعيش حياة خاصة بين شباب ناشطين همهم فقط إنسحاب الجيش الإنكليزي وتحرير الهند.

الصبية الثائرة حوكمت بالسجن 4 سنوات لم تنقطع خلالها الرسائل مع والدها الذي إعتذر منها على سوء تقديره، وعلى وقوفه في وجهها لأنه فهمها خطأ. كل هذا التطور سببه الشهرة التي حازتها أوشا في كل مكان، وتم اعتبارها واحدة من الأوفياء لدعوات الثورة وموجباتها، ورغم ذلك عاشت إلى سن الـ 65 ورفضت ممارسة السياسة بعدما احتشد لإستقبالها عند إنتهاء مدة سجنها عام 1946: 20 ألف شخص.

يشير الفيلم إلى أن غايته هي تخليد ذكرى الأبطال المجهولين الذين ضحوا بحياتهم في سبيل حرية الهند، ومنهم أوشا ميتا التي ألهمت صناع هذا الفيلم، وتم تكريمها بجائزة: بادما فيبهوشان عام 1998  وتوفيت عام 2000. وفي الذهن دائماً ما قاله والدها في إحدى رسائله إليها: "لم أتلق يوماً إحتراماً كالذي تلقيته لأنك إبنتي".

الفيلم من إخراج كنعان لير، الذي كتب النص بمشاركة: داراب فاروقي.وتعرضه الصالات الهندية منذ21 آذار/ مارس الماضي، وإضافة إلى روعة أداء البطلة سارة في دور أوشا فقد أجاد الإنكليزي آليكس أونيل شخصية الضابط القاسي والذكي: جون لير.