رسالة احتجاج من 200 ممثل وفنان: مهرجان البندقية متواطئ مع الإبادة

 رغم انطلاق الدورة 81 من «مهرجان البندقية السينمائي الدولي» في وقت الإبادة الإسرائيلية المستمرّة منذ عشرة أشهر، إلا أنّ إدارته لم تتطرّق إلى المذبحة لا من قريب ولا من بعيد، اللهم باستثناء مبادرات فردية نتجت من نجوم يشاركون في الحدث السينمائي. 

بل إنّ المهرجان فتح ذراعيه للمشاركات الإسرائيلية، من دون أي فيلم ينصف الفلسطينيين، أو يسمّي ما يحصل في فلسطين باسمه الصحيح: معركة وجود بين المستعمَر والمستعمِر. 

وأخيراً، وجّه أكثر من 300 ممثل وفنان رسالة إلى المهرجان المستمرّ حتى السابع من أيلول (سبتمبر)، يدينون فيه هذا الصمت، وخصوصاً مشاركة فيلمين إسرائيليَّين في المهرجان. 

ومن بين الموقعين: المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، والأميركي سال ويليامز والبريطانية كاثلين تشالفانت والألمانية مونيكا مورير والإيطالي نيكولو سيني وغيرهم. 

وانتقدت الرسالة مشاركة فيلم «لمَ الحرب؟» للمخرج الإسرائيلي «اليساري» عاموس غيتاي المعروف بأفلام تطرّقت إلى العلاقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ويمرّ فيلمه الجديد على خلفيّات الحرب القائمة.

كما أدانت مشاركة الفيلم الروائي «عن الكلاب والرجال» للمخرج داني روزنبيرغ، الذي يُصَوَّر أيضاً على خلفيّة الأحداث الجارية. وتنص الرسالة على أنّ هذين الفيلمين أنتجتهما «شركات متورطة في التغطية على القمع الإسرائيلي الممارس ضد الفلسطينيين».

 كما انتقدت الرسالة صمت المهرجان تجاه الجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني حيث «أعلنت محكمة العدل الدوليّة أنّ إسرائيل ترتكب إبادة جماعيّة ضدّ 2.3 مليون فلسطيني في غزّة، وأنّ نظام الفصل العنصري والاحتلال العسكري غير قانونيين... 

ولا ينبغي للمهرجان السينمائي أن يعرض أفلاماً متواطئة مع جرائم الفصل العنصري والتطهير العرقي والإبادة الجماعيّة، بغض النظر عمّن يرتكبها، ويجب أن يمتنع عن القيام بذلك في المستقبل».

وحتى لحظة كتابة هذه السطور، لم يصدر عن المهرجان أي ردّ فعل أو تعليق. وبينما قررت إدارته عرض فيلمين إسرائيليين تزامناً مع الإبادة التي ترتكبها القوات الإسرائيلية من أكثر من عشرة أشهر بحق أهل القطاع، امتنعت في المقابل عن عرض الأعمال السينمائية الروسية «تضامناً مع الشعب الأوكراني».