نجوم سوريا وإعلامُها: لدفن الأحقاد القديمة
كما كان متوقعاً في الساعات الأخيرة، انهار النظام في سوريا بطريقة دراماتيكية، لتنفرد المحطّات العربية بتغطية المشهد بدءاً من قناة «الجزيرة» التي سلّمت أحد مراسيلها مهامه من ساحة الأمويين بالعناق والبكاء، ثم تناقلت المحطّات العربية الأخرى الأخبار ذاتها تقريباً عن سقوط النظام والحالة الاحتفالية ودخول المعارضة دمشق وسيطرتها على التلفزيون السوري،
في حين كانت المنصّات الإعلامية على السوشال ميديا تواكب الأحداث من الأرض، وتصور مشهد الاحتفالات التي سرعان ما انقلبت إلى فوضى عارمة تمثّلت في الاعتداء على مباني المؤسسات الأمنية ونهب ممتلكاتها وأسلحتها التي انتشرت بين أيدي مراهقين راحوا يطلقون النار بشكل عشوائي على مدار الساعة وتسبّبت في إصابات كثيرة دخلت المشافي. في هذا الوقت، كان التلفزيون السوري يبث شريطه الإخباري القديم، ويواصل برامجه الوثائقية عن الأوابد السياحية والأثرية في سوريا، لحين دخول مجموعة مسلحة إليه وبثّها البيان الأول، تلته بيانات متلاحقة أكثر تماسكاً من الناحية المهنية، في حين تناقلت وكالات الأنباء والصفحات الإعلامية بيان «هيئة تحرير الشام» الذي نصّ على «تعهدّات بضمان سلامة سوريا والسوريين والحفاظ على الممتلكات العامة، وعدم التعرض للأقليات والعمل على من أجرم بحقّ الشعب السوري».
أما صاحب ومدير إذاعة «شام. إف. إم» سامر يوسف، فوّجه من منزله في دمشق تحيّة لفريقه وقال رأيه صراحة بأن الأسد قاد عملية التسليم ثم رحل وتعّهد باستمرار عمله في الإذاعة في حال سمح له.
من ناحيتها، غيرّت جريدة «الوطن» السورية شبه الرسمية خطابها وأوردت حرفياً على صفحتها العامة على الفايسبوك: «نحن أمام صفحة جديدة لسوريا نحمد الله على عدم إراقة مزيد من الدماء.. اعتقد وأصّدق أن سوريا ستكون لكل السوريين. الإعلام السوري والإعلاميون لا ذنب لهم. كانوا وكنا معهم ننفذ التعليمات فقط وننشر الأخبار التي يرسلونها لنا وسرعان ما تبينت الآن أنها كاذبة. ندعو السلامة للجميع. حفظ الله سوريا وأهلها. كل أهلها من كل المذاهب والطوائف».
في مكان مختلف، علت أصوات نجوم سوريا ــ معارضين وموالين ـــ تهليلاً للحدث التاريخي على رأسهم النجم سامر إسماعيل الذي نشر صورته في «ساحة الساعة» في مدينته حمص بعد إعلان سيطرة المعارضة عليها. وأمس، ظهر في مقطع فيديو مع طفليه قال فيه: «أتمنّى لو كنت في سوريا لأشهد هذه اللحظات لكن شاء القدر أن أكون خارجها بداعي العمل ».
وتناقل كثيرون ما كتبه النجم أيمن زيدان فور إعلان دخول المعارضة إلى دمشق أمس، إذ قال «أقولها بالفم الملآن كم كنت واهماً. ربما كنا أسرى لثقافة الخوف أو ربما خشينا التغيير لأننا كنا نتصور أنّ ذلك سيقود إلى الدم والفوضى.
لكن ها نحن ندخل مرحلة جديدة برجال أدهشنا نبلهم في نشر ثقافة التسامح والرغبة في إعادة لحمة الشعب السوري».
من جانبه، دعا الممثل علاء قاسم لتقبل الشعب السوري بعضه، في حين أهدى معتصم النهار هذا التغيير إلى أرواح الشهداء والمعتقلين وعلى رأسهم حمزة الخطيب. كذلك حال المخرج سيف الدين السبيعي الذي قال: «عاشت سوريا حرّة مستقلة»،
مضيفاً أنّه ولد «وهو محكوم من عائلة الأسد وصار عمره 51 عاماً وهو محكوم من نفس العائلة، وخاف أن يموت وهو محكوم منها ذاتها ».
وأنهى بأنّ «هذا اليوم هو عيد الاستقلال السوري الجديد».
وطلب المخرج مؤمن الملّا تزيين المرجة احتفاءً بهذا النصر. وانسحبت هذه الحالة على عدد كبير من الفنانين المحوسبين على الداخل السوري، في حين هاجم بعضهم رؤساء النقابات السابقين.
أما نجوم المعارضة، فقد نشروا احتفالاتهم الواسعة، أولهم عبد الحكيم قطيفان الذي نشر فيديو وهو يرقص على أغنية تهكمية عن عائلة الرئيس. كذلك الحال بالنسبة إلى مازن الناطور الذي نشر فيديو وهو يخبز الحلويات ويغني في حين وجّه السيناريست سامر رضوان نداء للسوريين بدفن الأحقاد وتجاوز الماضي وعدم فتحه نهائياً ليكون اليوم هو انطلاقة لسوريا جديدة مع صورة للعلمين.
على الخط ذاته، ظهر النجم مكسيم خليل في فيديوهات متلاحقة حفّز فيها أبناء بلده على التوّحد والتسامح والعمل لبناء سوريا الجديدة.