Logo

مهرجان «القلعة الدولي للموسيقى والغناء» يختتم فعالياته وسط انتقادات حادة

اختتمت فعاليات الدورة الـ33 من مهرجان «القلعة الدولي للموسيقى والغناء» على وقع انتقادات حادة بعد 9 ليال فقط غاب فيها حضور المطربين العرب بشكل لافت، بجانب غياب أسماء أخرى ظلت لسنوات موجودة بالفعاليات على غرار الموسيقار عمر خيرت، وهاني شاكر، ونادية مصطفى.

 وأحيا حفل ختام المهرجان المنشد محمود التهامي مع الفرقة الموسيقية بقيادة الموسيقار فتحي سلامة عبر رحلة فنية بعنوان «الصوفية والحداثة»، والتي تعتمد على الربط بين القديم والحديث ومزج إيقاعات الجاز والموسيقى العالمية بإلهامات الإنشاد، بالإضافة إلى الفنان الشاب أحمد جمال، الذي قدم مجموعة من أغانيه المتنوعة.

 علي الحجار خلال الحفل (دار الأوبرا المصرية)علي الحجار خلال الحفل (دار الأوبرا المصرية)

 ونقلت حفلات المهرجان مباشرة على شاشة قناة «الحياة» المصرية، فيما شهد حفل (الخميس) الماضي تأخر الفنان علي الحجار عن الوصول للحفل بسبب ازدحام الطريق المؤدي إلى المسرح وبقائه لفترة طويلة في السيارة، مما اضطره للاعتذار إلى الجمهور الذي انتظره.

كما غاب الفنان إيهاب توفيق عن تسليم تكريمه بالمهرجان في حفل الافتتاح، وهو ما أرجعه لاحقاً لتأخر الطائرة التي كان يعود بها من إحدى الدول الأوروبية قبل وقت قصير من الحفل.

ووصف رئيس الأوبرا علاء عبد السلام في بيان (الأحد) دورة المهرجان بـ«الاستثنائية» في تفاصيلها في إطار السعي إلى تقديم الفنون الراقية بأسعار رمزية، مشيراً إلى أن الأمر انعكس على «الإقبال الجماهيري الكبير» مع امتلاء جنبات قلعة صلاح الدين بعشرات الآلاف الذين توافدوا يومياً للاستمتاع بالبرنامج الفني.

 

التهامي خلال إحياء حفل الختام (دار الأوبرا المصرية)التهامي خلال إحياء حفل الختام (دار الأوبرا المصرية)

 وارتفعت أسعار تذاكر حفل المهرجان هذا العام من 60 إلى 100 جنيه (الدولار يساوي 48.4 في البنوك) وهي الزيادة التي فسرها رئيس دار الأوبرا في تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط» بارتفاع تكلفة إقامة المهرجان والأجور مقارنة بالسنوات الماضية.

لكن أستاذ النقد الموسيقي بأكاديمية الفنون أشرف عبد الرحمن يقول إن المشكلة الحقيقية في الدورة الماضية من المهرجان لم تكن زيادة أسعار التذاكر التي يمكن تفهمها في إطار الزيادات المستمرة في الأسعار وكونه لا يزال الأقل سعراً بين المهرجانات الغنائية المختلفة، ولكن الأزمة الكبرى برزت في تقليص أيامه، وعدم وجود العديد من الأسماء التي ينتظرها الجمهور كل عام.

 

إيهاب توفيق خلال مشاركته في المهرجان (دار الأوبرا المصرية)إيهاب توفيق خلال مشاركته في المهرجان (دار الأوبرا المصرية)

 وأضاف أن «المشكلة الرئيسية برزت في برمجة المهرجان وغياب الوجود العربي والدولي بشكل لافت، بالإضافة إلى الرسائل السلبية التي يمكن أن تفهم من تقليص أيام المهرجان، مؤكداً ضرورة مراعاة زيادة ليالي المهرجان، وكثافة وجود الفنانين أصحاب الجماهيرية الكبيرة».

وبينما لم تعلن دار الأوبرا عن عدد حضور الدورة الـ33، فإن متابعين وخبراء يؤكدون تراجع أعداد هذه الدورة بسبب تقليص عدد ليالي المهرجان، ويشار إلى أن الدورة الـ30 حققت عدداً من الأرقام المهمة، التي لم تحدث مسبقاً في تاريخ المهرجان، فقد تجاوز عدد حضور حفل الفنان هاني شاكر، الـ15 ألف شخص، ووصل عدد الحاضرين لحفلات المهرجان 100 ألف شخص، شاهدوا 36 فقرة غنائية وموسيقية.

ويقول الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن إن العامل الاقتصادي بات «شبحاً» يطارد كل الفعاليات الثقافية الحكومية؛ بسبب غياب التمويل نتيجة سياسة التقشف التي تتبعها الحكومة المصرية، وهو أمر معلن ولا يخفى على أحد، بجانب غياب الاحترافية عن الإدارات المتعاقبة لدار الأوبرا المصرية في السنوات الأخيرة، وتحديداً بعد انتهاء ولاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة سابقاً؛ الأمر الذي أثر حتى على مستوى العلاقات الشخصية والمباشرة مع النجوم، مما أدى إلى زيادة الاعتذارات.

 

أحمد جمال شارك في إحياء حفل الختام (دار الأوبرا المصرية)أحمد جمال شارك في إحياء حفل الختام (دار الأوبرا المصرية)

 وتوقع عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» أن يطال هذا التراجع الدورة المقبلة لمهرجان «الموسيقى العربية»، مشيراً إلى أن مهرجان «القلعة» افتقد الدعاية المناسبة بجانب الكثير من المشكلات اللوجستية، وغياب الرعاة القادرين على دعم الفعالية وتوفير الانتقالات والتعاقدات الجماعية التي تسمح بمزيد من الحفلات، وتشجع النجوم على الحضور وعدم الاعتذار.

 لكن رئيس الأوبرا يؤكد في بيانه أن «النقل التلفزيوني للحفلات ساهم في توسيع دائرة المتابعة الجماهيرية للمهرجان، بحيث لم يعد الجمهور مقتصراً على جمهور مسرح (محكى القلعة)، بل امتد ليصل إلى ملايين المشاهدين في منازلهم»، معتبراً أن «نقل الحفلات على الهواء مباشرة ساهم في تحقيق رسالة الأوبرا بنشر الإبداع الجاد». وفق تعبيره.