أفلام خالدة adieu Bonaparte: عندما دعمت فرنسا فيلماً ضد أحد رموزها

 Adieu Bonaparte الشريط الملحميّ الذي أنجزه المخرج الراحل يوسف شاهين عام 1985 عن سيناريو صاغه مع مساعده المخرج يسري نصر الله تناول حقبة الست سنوات – بين عامي 1797 و 1803-  التي أمضاها القائد الفرنسي الأشهر بونابرت مع جيشه الجرار في مصر.

المغزى من المشروع الذي أُنجز بفضل المنتج الفرنسي الفنان صديق المخرج شاهين هامبرت بالسان (الراحل عام 2005 عن 50 عاماً)، وقد ظهرت قوته حين شاعت حملة واسعة في فرنسا تطرح السؤال: كيف تدفع فرنسا مالاً لمن يتناولها ويتناول أحد رموز تاريخها بشكلٍ سلبي؟ ومع ذلك عبر الفيلم وكتب عنه النقاد الفرنسيون آراء إيجابية على وجه العموم.

هناك من قال: إن فرنسا لا تستطيع رد طلب لـ شاهين. وعندما سألنا المخرج الرائع حينها قبل نصف ساعة من إطلاقه على شاشة مهرجان كان السينمائي الدولي عام 85، عن تعليقه على حملة بعض الفرنسيين على وزارة الثقافة ودافعي المال الفرنسيين لتمويل فيلمه، رد بهدوء: "واحد احتل بلدي 6 سنين إزاي أقول عنو كلام إيجابي، ده تاريخ ما فيهوش وجهة نظر ولا هزار".

سريعاً اقتنع الممثلان الكبيران: ميشال بيكولي – توفي عام 2020،  وباتريس شيرو – توفي عام 2013، بدخول المشروع من خلال شخصية كافاريللي للأول، وبونابرت للثاني، وكانا فعلياً موهبتين وازنتين في الفيلم، تماماً كما باقي الفريق الرائع خصوصاً:محسنة توفيق، محسن محيي الدين، هدى سلطان، عبلة كامل، جميل راتب.

وكانت هناك أدوار متفرقة جسّدها ممثلون أكفاء: أحمد عبد العزيز، حسن حسنين، محمد عاطف، صلاح ذو الفقار، داليا يونس، كريستيان باتيه، محمد درديري، حسن العدل، سيف عبد الرحمن، وفريد محمد.

موسيقى غبريال يارد (العربي الوحيد الذي يحمل أوسكاراً عن موسيقى فيلم: المريض الإنكليزي) كان لها خصوصية في السياق الدرامي كما في أجواء الأكشن والمعارك ووجود المجاميع التي كانت إدارتها دقيقة ومع ذلك أدت المهمة المطلوبة منها في سياق النص. ودعمها في ذلك مدير التصويرالمبدع محسن نصر رفيق درب شاهين في الكثير من أفلامه فتلازمت الصورة مع الموسيقى في تواصل مذهل.

"الوداع يا بونابرت"، قال الكثير عن الحملة الفرنسية، وتأثيرها على الحياة في مصر، واستطاع أخذ مواقف مباشرة منها ولم تفته الإضاءة على بعض التأثيرات الإيجابية لجهة اللغة والثقافة ودخول بعض الآلات الحديثة على مناخ الحياة في مصر.