أفلام خالدة "لحن الخلود": إسم على مسمّى عاش 70 عاماً ولم يزل

70عاماً بالتمام مرّت على إطلاق فيلم: "لحن الخلود"، أحد أضخم وأقوى أفلام الموسيقار فريد الأطرش في عز ّ لمعان نتاجه الغنائي إخراج وسيناريو بركات، القصة والحوار لـ يوسف عيسى. وبدا الشريط متحدثاً عن نفسه بدليل أنه عاش إلى اليوم بالزخم نفسه الذي انطلق به عام 52.

في الغالب والمثال نأخذه من أفلام العندليب عبد الحليم حافظ أنه كان يُضمّن كل شريط له عدداً كبيراً من الأغاني الجديدة يفوق عادة الـ 8 أغاني، لكن فريد وهو في الوقت نفسه المنتج والملحن لم يلحن لفيلمه أكثر من 4 أغان: "ويّاك، يا مالكة القلب بإيدك، جميل جمال، وبنادي عليك"، ومع ذلك عرف الفيلم نجاحاً غير مسبوق وشبهه بعض النقاد بفيلم: "ذهب مع الريح"، الذي عرض ولمع في الفترة الزمنية القريبة إياها.

جمع الفيلم من تحوّلت لاحقاً إلى سيدة الشاشة العربية: فاتن حمامة، وزميلتها مديحة يسري التي حملت يوماً لقب صاحبة أجمل وجه في السينما العربية، وصولاً إلى ماجدة التي لن ينسى أحد أنها أبدعت في دور عمرها جميلة بوحريد. وبالتالي فإن الكلام الراقي بين فريد وبركات عند تسمية بطلات الفيلم كان نوعياً لأنه ركز على اللواتي يناسبن الأدوار الثلاثة من صاحبات المواهب الكبيرة.

محور الفيلم هو الفنان وحيد – الإسم الذي التصق طويلاً بالموسيقار- وهو يشغل وقته في البحث عن جملة موسيقية خالدة ولا يجدها، ويقع في حب إمرأة أولى – مديحة، ولم يعثر على مبتغاه رغم زواجه منها.

ولم يجد مراده إلا عندما صادف الوجه المعبّر، وجه فاتن، وهي التي أوحت له بالنغمة التي يبحث عنها، وعلى عادة السياق الدرامي في افلامنا العربية إبان عصرها الذهبي أن والد مديحة في الشريط عرف بالقصة فطلب من إبنته الإنسحاب من حياة وحيد لأنه فنان وهو واقع في الحب وهذا هدفه فنياً وإنسانياً، فإنسحبت إمرأة لصالح أخرى.

"لحن الخلود"، بالإمكان وضعه في خانة الأشرطة الخالدة لأنه نجح في تسجيل رقم قياسي في الصمود، أولاً لم يتم إخضاعه لأي عملية ترميم ومع ذلك حافظ على حضوره مع نسخته الأصلية الأولى في وقت يستحيل اعتبار كل الأشرطة القديمة أعمالاً سيخلّدها تاريخ السينما فهناك نمادج لا تستحق هذا الشرف وهي كثيرة.