Raymond and ray: دفنا والدهما غصباً عنهما لسوء سيرته

 الصورة التي تتأكد في الفيلم الجديد Raymond and ray هي التفكك العائلي الذي يعاني منه الغرب بفعل النسبة العالية جداً من حالات الطلاق، والحرية المعطاة للشباب من الجنسين لكي يعيشوا حياة متفلتة من القيود والقيم الراسخة، فتحصل مفاجآت لا تخطر على بال أحد.

الفيلم له خصوصية كون مخرجه رودريغو غارسيا – 63 سنة – هو نجل الأديب العالمي غبريال غارسيا ماركيز، الذي لم يُسجّل عليه طوال حياته أن تناول هذا الموضوع وظل يعمل على أساس أنه مخرج وحسب، وكان مميّزاً وناجحاً في عمله.

خجل الشقيقان من الاعتذار عن المشاركة في قداس التشييع عنما تبلّغا بالأمر من إحدى المؤسسات التي تهتم بأمور الموتى، وكانت هناك عدة عقبات أولها أن سيرة الأب لا تسرّ أحداً وأن جميع أهالي البلدة يعرفون الكثير عن قلّة إيمانه، وانعدام الميزان الأخلاقي عنده بدليل أن راي يكشف عن أسباب رفضه المشاركة في التشييع ويقول لـ رايموند: "ألا تذكر كيف تحرش بزوجتك، ويعلو صوتاهما والحيرة تتآكلهما".

ترك الأب لكل من الأخوين رسالة مستقلة تسلّماها من المحامي، وإذا به يفجّر مفاجأة وهو يُبلّغ رايموند أن راي ليس شقيقه، وأنه لقيط رخيص اضطر لالتقاطه من الشارع وتربيته، كما أنه تزوج من خادمته لوسيا (ماريبل فيردو) وأنجب منها طفلاً، كما ظهر أخوان آخران من سيدة جميلة وهما شابان كبيران، وطلب الأب منهما أن يتوليا حفر قبره معاً، فيما فعل أمراً إيجابياً واحداً وهو دفع بدل الدفن سلفاً، لكن كل ما يطلبانه من مؤسسة دفن الموتى سيدفعانه نقداً كإضافة.

القاسي في هذه المشهدية الملتبسة، هو كلام الشابين السلبي جداً عن والدهما، فـ راي كال الشتائم له وهو مسجىً أمامه كلما سمع عن معلومة إضافية عن ممارسات والده من زيجات متعددة، وأخبار يتناولها من عرفوه عن كثب، لتحصل المفاجأة مع الكبير رايموند الذي وفي لحظات عدم هضم علاقة والده مع زوجته، شهر مسدساً وتقدم بسرعة من نعشه وأفرغ عدة رصاصات في جثته...

لكن السؤال لماذا فيلم من هذا النوع يتم اعتماده من فريق سينمائي حسن السيرة والسلوك، في عملية تحطيم لصورة الأب وفق مبرر واحد هو أن قصة الفيلم تستند إلى أحداث واقعية. المخرج غارسيا صاغ سيناريو الفيلم، وهو أدار أمام الكاميرا إضافة لبطليه: جالين بايدن، لورا ليندا برادلي، تيد لويزو، آنجي كابيل، دومين وارد، توم بوير، فوندي كيرتيس هال، وصوفي أوكيندو.