The swimmers: سبّاحة سورية هاجرت إلى ألمانيا وفازت في الأولمبياد

 فيلم مؤثر جداً بعنوان: the swimmers – السباحتان، للمخرجة السورية سالي الحسيني، بوشرت عروضه التجارية يوم الأربعاء في 23 تشرين الثاني / نوفمبر الجاري ، يرصد بذكاء وشفافية وقائع معاناة الشقيقتين السوريتين: يسرا – ناتالي عيسى، وسارة – منال عيسى مارديني، اللتين قررتا مغادرة سوريا إلى ألمانيا بعد تعقيدات ومخاطر الأوضاع في سورياعام 2015، وفي ذهنهما محاولة إستغلال مهارتهما في السباحة هناك.

الشقيقتان خضعتا لتدريبات والدهما البطل السابق في السباحة عزت – علي سليمان، وبالتالي فهما جاهزتان لخوض غمار هذه الرياضة في ألمانيا التي كانت مقصدهما، ولم تعرفا مسبقاً حجم المخاطر التي ستواجههما في الرحلة البحرية الأولى التي إنقلب فيها المركب وتمكنت يسرا من ممارسة رياضتها بالكامل في إنقاذ أفراد معها على متن المركب قبل أن تنقذ الجميع سفينة عابرة.

وكانت معاناة غير طبيعية أجبرتهما على الخضوع لظروف قاسية، لكنهما وصلتا أخيراً إلى برلين، لتجد يسرا نفسها تطرق باب أحد نوادي السباحة وتطرح على المدرب سفين – الألماني ماتياس شوايكوفر، الرقم الذي تقطع فيه مسافة المئة متر سباحة، فلفته الأمر وسبحت أمامه وكان قرار بأن تلتحق بالنادي وتخضع للتمارين بإنتظار الفرصة السانحة.

وحانت الفرصة مع قبول ألمانيا السماح للمهاجرين إليها بالتقدم وعرض مواهبهم الرياضية وكان أن خضعت يسرا لإختبار وتم قبولها في الفريق الخاص بالمهاجرين تحت إسم سوريا وفازت بالمركز الأول في دورة الأولمبياد التي أقيمت عام 2016 في ريو دوجانيرو، لتكون فرحة غامرة قلبت حياتها.

هذا المناخ نجحت في إظهاره المخرجة الحسيني مع أجواء نعرفها أكثر في أفلام هوليوود، وهي إستعانت لمشاهد غرق المركب في الرحلة الأولى بأحد أبرز المتخصصين في التصوير تحت الماء: بيرت ديبورتير مع لقطات أكشن ناجحة جداً بدت واقعية وحقيقية إلى درجة عالية.

أجواء وأحداث الشريط لم تهدأ على مدى ساعتين و14 دقيقة في إنتاج تعاون عليه: تيم بيفان، تيم كول، علي جعفر،  وتولت ممثلة عن نتفليكس مهمة المنتج المنفذ وتدعى جاسمين تورباتي، فيما تعاونت المخرجة على كتابة النص مع جاك ثورن. والشريط عرض في الدورة 44 الأخيرة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وشهد عرضاً وحيداً على شاشة المسرح الكبير في دار أوبرا القاهرة، وسط تفاعل رائع من جمهور الحضور.

خلط الفيلم بطريقة ناجحة بين السيرة الذاتية والمادة الميلودرامية وقد نجحت سالي الحسيني في تقديم فيلم جماهيري ، إنساني، مؤثر بتقنيات عالية وملائمة.

محمد حجازي - الميادين نت