Houria: مُنعت من رقص الباليه فاستحدثت معهداً لتعليمه

"حورية"، شريط مؤثر عميق يكاد في أكثر من مشهد أن يستدر الدمع، في تعاون يتجدد بين المخرجة الجزائرية الأصل مونيا ميدور، والممثلة الجزائرية لينا خضري بعد نجاحهما في فيلم papicha قبل 3 أعوام، والذي حصلت عنه خضري على سيزار أفضل ممثلة صاعدة، بينما مثّل الفيلم الجزائر في مسابقة أوسكار أفضل فيلم أجنبي غير ناطق بالإنكليزية.

الموضوع نسائي والعاملون عليه من الجنس اللطيف، ويكفي أن تتواجه مخرجة مع ممثلة للبحث في حق المرأة وحريتها في أن تختار ما تفعله في الحياة بعيداً عن أي ضغط من أي كان. والأمر ليس جديداً على كليهما لذا فإن القضية تأخذ معنى المهمة التي تلتزمها: مونيا ولينا، لتوصيل رسالة تقول : إن أي رجل في العالم لا يستطيع إيقاف حياة إمرأة، القرار قرارها فقط.

وربما تكون قضية: "حورية"، غير مستحيلة لكنها لا بد أن تجد حلاً. هي منذ الصغر تحب الرقص الهادىء، إلى أن علمت عندما وعت على الدنيا أن هذا النوع يسمى: رقص الباليه، وهو أمر أخذها أكثر صوب متابعة التدريب والرقص في المنزل تمهيداً للإلتحاق بفرقة الباليه الوطنية الجزائرية، وهي لم تترك وسيلة إلا واعتمدتها للوصول بهذا الخيار إلى الخواتيم الإيجابية.

ومن الوسائل التي اعتمدتها محاولة تحصيل الكثير من المال بالعمل في خدمة المنازل نهاراً وفي المراهنات ليلاً.

إشكال بينها وبين الشاب علي – مروان فارس، حاول خلاله استرجاع ما خسره في المراهنة فأصابها في رقبتها مما أفقدها القدرة على الكلام، فعانت ما عانته، لكن الحلم الذي راودها دائماً بالرقص لم يتوقف وقررت بواسطة الإشارة تعليم مجموعة من السيدات رقص الباليه فالذي لن تتمكن من ممارسته جعلت منه مادة مرئية تشاهده وتسعد به مع غيرها من النساء.

وهنا تمرّ لقطات جميلة جداً وشفافة في صمت لسان حورية، تجعل المتفرج يذوب تفاعلاً مع وضعها المستجد، بمصاحبة موسيقى تصويرية صاغها: ماكسانس دوسيرييه، وياسمين مادور - شقيقة المخرجة مونيا التي حصلت على تنويه خاص عن الفيلم من لجنة تحكيم مسابقة آفاق السينما العربية في الدورة 44 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

المخرجة مونيا – 44 سنة، بدأت حياتها المهنية صحفية، وعندما أحبت السينما خضعت لدورات متعددة في باريس حيث صورت أشرطة قصيرة ووثائقية، كان أولها عام 2011 بعنوان: edwige. وفي فيلمها: حورية، قدّمت إلى جانب لينا خضري: فرنسيس بن جيم، رشيدة براني، سليم كيساري، وعلي داميش.