أفلام عيد الميلاد... إنتاجات بأرباح مضمونة

 كثيراً ما تهتم شركات الإنتاج العالمية بصناعة أعمال سينمائية وتلفزيونية خاصة بعيد الميلاد المجيد، وأجواء نهاية السنة؛ إذ تخصص في كلّ عام مجموعة كبيرة من الأعمال المتنوعة، التي تحاكي أجواء الميلاد.
اهتمام شركات الإنتاج بهذا النوع من الأعمال، لا يتعلق بتوفير صناعة مرتبطة بعاطفة جمعية وأجواء احتفالية عالمية، بقدر ما ينحو إلى تقديم نموذج استهلاكي يحقق أرباحاً دائمة على مدار كلّ عام جديد.
تعتبر صناعة الأفلام الخاصة بأجواء الميلاد وعطلة رأس السنة، صناعة مطلوبة لأسباب اجتماعية واحتفالية ودينية وإنسانية من جهة، ولكونها، من جهة أخرى، صناعة غير مكلفة ولا تحتمل ميزانيات ضخمة وكوادر كبيرة، ما يساعد على توفير نصوص جاهزة، لا تتطلب طاقات إنتاجية كبيرة. إضافة إلى أن هذه النوعية من الأفلام -مهما اختلفت نوعية القصص المطروحة من خلالها- تبقى وظيفتها تسلية المشاهدين، كباراً كانوا أم صغاراً، ضمن محاكاة كلاسيكية لأجواء الميلاد الساحرة، يتخللها إضفاء نوع من الإرشاد الديني والإنساني والأخلاقي، وبالتالي تبقى هذه الأفلام في منأى عن النقد المهني والفني.
وقت الذروة لطرح هذه الأعمال، يكون عادة بين شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول. تمثل هذه الفترة مساحة مناسبة لبث هذا النوع من الأعمال.
لعل "والت ديزني" من أولى شركات الإنتاج الرائدة في طرح المواد الترفيهية الخاصة بالميلاد؛ إذ برزت مجموعة من الأفلام التي تركت بصمة كبيرة في ذاكرة الجمهور، أشهرها فيلم Home Alone.
وقد أفردت الشركة الأميركية لهذا العام مجموعة كبيرة من الأفلام الخاصة بها، التي طرحتها في السنوات السابقة، ضمن فقرة خاصة حملت عنوان Seasons Streaming. تجمع هذه الفقرة ما يزيد عن ثلاثين عملاً بين سينما وتلفزيون، إضافة إلى مسلسل صدر في عطلة يوم الميلاد، بعنوان The Santa Clauses، وفيلم The Guardians of the Galaxy Holiday Special. هذا الأخير عبارة عن نسخة مجهزة ومعدلة عن الفيلم الأساسي "حراس المجرة" المعروف بسلسلته المرتبطة بعالم مارفل السينمائي، ليكون نموذجاً تسعى "ديزني" من خلاله، إلى خلق تجربة سينمائية مختلفة، تعتمد على أبطال خارقين وخياليين، تناسب برمجة "مارفل" وعالمها السينمائي، وجو الميلاد في آن.
منصة نتفليكس الأميركية، تخصص بدورها مجموعة كبيرة من الأفلام الرومنسية والكوميدية الخاصة بأجواء الميلاد. وعلى الرغم من امتلاء قائمة العرض لديها بأفلام الكريسماس، إلّا أنّ المنصة بدأت بالترويج لأعمال جديدة. هكذا، طرحت أخيراً فيلم Falling for Christmas، من بطولة الممثلة الأميركية ليندسي يوهان. وهو أول فيلم مخصص لأجواء الميلاد من أصل ثمانية أفلام متنوعة بين أميركي ولاتيني وبريطاني عُرضت تباعاً خلال الشهر الماضي والحالي.
أما منصة HBO MAX، فقد اكتفت بتقديم فيلم ميلاد وحيد لهذا العام، حمل عنوان A Christmas Story Christmas، من إخراج كلاي كايتس، وبطولة بيتر بيلينغسي. وقد عُرض أخيراً عبر منصتها الخاصة. والأمر لا يختلف عند منصة Hulu التي تضم عددًا قليلاً من الأعمال الخاصة بأجواء الميلاد؛ إذ صدر عنها أخيراً فيلم It's a Wonderful Binge، ليكون المشاركة الوحيدة للمنصة، على غرار منصة HBO.
غالباً، تبقى هذه الأفلام تراوح مكانها، بين الرومانسي، ومغامرات الأطفال، من دون اقتراح جديد يذكر.