Joyride: فتىً يُعطي درساً في الأمومة لإمرأة ضائعة

درس مزدوج أعطاه الفتى الذكي والصادق موللي – شارلي ريد،  لإمرأة تُدعى: جوي – أوليفيا كولمان، تعيش حالة فراغ وضياع ورفض، صودف أنه غضب من تصرفات والده جيمس – لوشلان أوماران – الذي يريد الإستحواذ على مال تركته والدة الفتى بعد وفاتها فيرفض إعطاءه إياه ويهرب به، ويصادف أنه صعد في سيارة تركت فيها جوي إبنها الرضيع لأنها لا تريده.

موللي الذي وجد نفسه في هذا الموقف تصرف فوراً فهو سبق وخدم شقيقه الصغير في كل ما يحتاجه الرضيع، وإذا بالأمور تسير سيراً حسناً ويتآلف الطفل مع الفتى حتى ظهور والدته التي تخجل من أسلوب موللي في التعاطي العاطفي الإنساني مع الصغير ليكون هذا باباً لكي تعيد حساباتها وتجرب فعل الأمومة من خلال تغذية الطفل في مشهد لا ينسى لـ موللي وهو يوجه جوي في كيفية إرضاع إبنها بشكل صحيح ومنذ هذه اللحظة إستفاقت أمومة جوي وتطورت إيجاباً حتى شملت الإثنين معاً: الفتى والطفل.

ويحضر الحس الأنثوي عند المخرجة إيمير رينولدز، في نقل مناخ النص الجميل والعميق لـ - آيلبي كوغان – في تعاطيها مع موضوع جهل المرأة بالأمومة، وتقصير والد الفتى في رعاية نجله وأن يكون مثلاً أعلى يقتدي به لا يخجل منه ويهرب من والده إلى حضن إمرأة غريبة عنه فقط لأنه شعر بصدق مشاعرها معه ورغبتها الجامحة في تبني العيش وهي مع الصغير والفتى بعدما كانت ترفض مجرد فكرة الأبناء.

الأمور تتطور مع محاولة الأب الدخول على خط إبعاد موللي عن جوي، فيأخذه رغماً عنه معه في سيارته لكنه عند أول إزحام في السير ترك السيارة ولحق بـ جوي وإبنها إلى المطار ليكون معهما، بعدما وجد الحضن الدافىء الذي يبحث عنه، طاوياً مرحلة متوترة مع والده كان خلالها شبه مشرد وكأنه يتيم الأبوين ووجد أن لقاءه بـ جوي سيعوضه عن أمه أولاً وهذا مكسب كبير.

منذ فترة نلاحظ أننا كلما اخترنا فيلماً جديداً لمشاهدته نجد أن التوقيع عليه هو لمخرجة بما يعني أن الموهوبات من النساء ما عدن يلتفتن إلى الظهور أمام الكاميرا بقدر طرح قضايا ذات عمق وفائدة للمجتمع بنسائه ورجاله وأطفاله من خلف الكاميرا، لذا فإن ما نجنيه نحن هو المتعة المشهدية أولاً والدلالة على القضايا الحساسة بأسلوب مختلف ونوعي فاعل ثانياً.

محمد حجازي