أفلام تقود إلى الواقعية الجديدة

 مثّلت أفلام المخرج المصري خيري بشارة (1947) علامةً فارقة في سينما الواقعية الجديدة المصرية خلال فترة السبعينيات والثمانينيات، وبفضل ما قدّمته للجمهور في تلك المرحلة، فإنّها لا زالت تؤثّر، إلى اليوم، بالسينما المصرية المعاصرة، والعديد من المخرجين الشباب.

تخرّج بشارة من "المعهد العالي للسينما" عام 1967، وبدأ مسيرته من خلال السينما التسجيلية، خاصّة مع إنشاء "المركز القومي للسينما" في العام نفسه. وبهذا اكتملت شروط الإعلان عن جماعة السينما الجديدة، والتي كان صاحب كابوريا (1990) أحد أبرز ممثّليها.

"سينما خيري بشارة" عنوان برنامج أفلام الذي تقدّمه سينما "زاوية" بالقاهرة، طيلة شهر كانون الثاني/ يناير الجاري، احتفاءً بمسيرة المُخرج، ولإعادة تعريف الجيل الجديد باشتغالاته.

يعرض البرنامج مجموعة من أهم الأعمال التي تمّ ترميم بعضها مؤخّراً من قِبَل "مهرجان البحر الأحمر السينمائي"، بالإضافة إلى ثلاثة أفلام وثائقية رمّمها "المركز القومي للسينما". كما يُعَدُّ فرصةً لإعادة اكتشاف أساليب المُخرج بتنوّعاتها واختلافاتها.

وكان بشارة قد قال إنّه يترقّب ردود فعل الجمهور حول برنامج الأفلام، خاصّة أن هناك جيلاً جديداً لم تسنح له الفرصة لمشاهدة أعماله إلّا من خلال التلفزيون وليس صالات العرض.

وتُقيم "زاوية"، بالتوازي مع عرض الأفلام، معرضاً لمُلصقات أشهر الأفلام التي وقّعها بشارة، وهي نسخات أصلية جمعها الناقد سامح فتحي، منها: "العوامة رقم 70" (1982)، و"الطوق والإسورة" (1986)، و"يوم حلو يوم مر" (1988)، و"آيس كريم في جليم" (1992)، و"أمريكا شيكا بيكا" (1993).

يُشار إلى أنّ مسيرة خيري بشارة شهدت تعاونات مع عددٍ من أبرز الفنانين في مصر مثل الراحل أحمد زكي، وعزت العلايلي، وفردوس عبد الحميد، وشريهان، وغيرهم، وتميّز تقديمه لهم بأدوار مختلفة عمّا قدّموه مع غيره من المُخرجين.