No body’s hero: نظرة الفرنسيين إلى العرب بينهم

 يقول الفيلم الفرنسي viens je t’emmene ويحمل عنواناً عالمياً no body’s hero، كل شيء عن آراء ومواقف الفرنسيين العاديين في أفراد الجالية العربية الكبيرة في فرنسا وتحديداً في العاصمة باريس، في صور تتلاحق بعفوية لكنها تنم عن معرفة كاملة ورغبة واضحة في البوح بالكثير الكثير مما نعرفه أو الذي يقال لأول مرة.

في حادثة عادية تصادف الشاب ميديريك – جان شارلز كليشيه، الذي يعيش لوحده، ويبحث عن وسيلة لملء فراغ أوقاته الطويلة، فهو يلتقي بالشاب العشريني سليم – إلياس قادري، الذي يختبئ في مكان آمن عند مدخل المبنى الذي يقيم فيه ميديريك.

من هنا، من هذا اللقاء بين الإثنين تبدأ المشاعر بالتبلور علناً. الفرنسي أشفق على سليم وأفسح له المجال لكي يأوي في بيته من برد الخارج حتى الصباح لكن الأمور تطورت سريعاً في اليوم التالي عندما فضّل ميديريك إبلاغ الشرطة عن سليم مخافة أن يكون من الجماعات المتطرفة.

هذا الشك مردّه إلى حلم راوده ليلاً ورأى فيه سليم يستقبل في المنزل عدداً من المتطرفين وهم يؤدون الصلاة في الصالون، وبناء عليه دهمت قوة خاصة من الشرطة المكان واقتادت الشاب للتحقيق، لكنها أعادته بعد قليل لأن لا شُبهة جنائية ضده.

وساد شعور بالظلم ضد سليم جرى التعاطي معه بدعوة الشاب لأن يقيم مجدداً في المنزل ريثما يعثر على مكان يلجأ إليه، خصوصاً بعدما تبين أن القضية تنحصر في عدد من الشباب العرب لا يرتاحون لوجود سليم في بيت شاب فرنسي، لذا راحوا يضايقونه بأكثر من طريقة، وعندما حاول ميديريك معرفة سر تعقبهم لـ سليم نجا من علقة ساخنة.

هذا يعني ببساطة أن الفرنسيين يخلطون بين المجموعات الخارجة على القانون في المناطق الشعبية، وأولئك المتطرفين الذين يريدون تنفيذ عمليات وتفجيرات لغايات مختلفة.

وعندما تنكشف هوية وخلفية سليم نجد أن جيران ميديريك يرجعون إلى أنفسهم ويتداولون في كيفية حماية الشاب من المجموعة العربية التي تناصبه العداء وليشعر هو بالأمان مع ظهور هذه المشاعر.

"الكاستنغ" في الفيلم خارق للعادة نكاد معه نصدق جميع الشخصيات على الشاشة لشفافيتها المطلقة بدءاً من لاعب الشخصية الأولى كليشيه، مروراً بكل الباقين: إيزادورا – نوامي لفوفسكي، فلورانس – دوريا تيلر، جيرار- رينو راتر، العلاوي – فيليب فروتون، وشارلين – ميفيك باكا، ومعهم سليم.

محمد حجازي