Living: تحفة كيروساوا إيكيرو في نسخة إنكليزية رائعة

 نستطيع القول من دون تأخير إن السينما فازت بنسخة إنكليزية تحفة عنوانها living – ساعة و42 دقيقة - للشريط المبهر ikiru الذي صوره أحد أركان الإخراج العالميين الياباني أكيرا كيروساوا عام 1952، ويعود الفضل في ذلك لسيناريو إيشيغورو، والمخرج هيرمانوس، والممثل المبهر في الدور الأول الإنكليزي بيل نيغي – 74 عاماً - في شخصية ويليامس.

شريط إيكيرو سبق وأتيحت لنا فرصة مشاهدته في إحدى دورات مهرجان كان السينمائي الدولي الذي كرّم كيروساوا وعرض عدداً من روائعه وبينها هذا الفيلم الجميل والمؤثر ومدته ساعتان و23 دقيقة عن سيناريو تعاون عليه المعلم مع: شينوبو هاشيميتو، وهيدايو أوغيني، ولعب الدور الأول تاكاشي شيمورا المتوفي عن 77 عاماً عام 1982.حياة

الرؤية الجديدة للتحفة اليابانية ركزت على الإنسان الذي يمثله ويليامس – بيل نيغي – والذي يبدو شخصاً كامل الأوصاف، من علاقته النموذجية بإبنه، إلى إدارته الحازمة للموظفين في الأشغال العامة، إلى قراره بعدم البوح بحقيقة إصابته المتقدمة بالسرطان وأن أمامه فرصة حياة تتراوح بين 6 و9 أشهر فقط لذا إتخذ قراراً بالإنسحاب من يومياته المعتادة إلى عزلة يعيش في كنفها مرتاحاً ما تبقى له من عمر.

هذا اللجوء الإختياري إلى الإبتعاد عن إبنه الوحيد وعدم إبلاغ أحد بحقيقة تطور إصابته، ووضع سره في حفظ إحدى موظفاته مارغاريتا هاريس – إيميه لو وود – التي إستمعت إلى إعتباراته كلها وإحترمته ثم تشاركت الحزن مع نجله بشكل مؤثر، لتصل الصورة إلى مستواها المثالي مع موظفيه إنطلاقاً من كبيرهم، عندما قرروا الولاء لكل خططه وأفكاره ومبادئه التي أرساها على الدوام.

نيغي يقدم دور عمره، ومؤسف أن لجنة الأوسكار لم تختره لأوسكار أفضل ممثل دور أول لما في أدائه من أستاذية وعملقة في تقمص الدور، بينما أثبت المخرج  هيرمانوس قدرة شفافة على إدارة التفاصيل الصغيرة عند كل الممثلين حيث تنقلت الكاميرا بين وجوههم برشاقة ودقة.

إثنان إشتغلا على الموسيقى: ريبرت هولييه، وإيميلي لوفيينيزفاروش، وأدار التصوير: جامي دي رامساي. ولعب باقي الأدوار الرئيسية: أليكس شارب، أدريان راولينز، أوليفر كريس، هوبيرت بورتون، زو بويل، بارناي فيشويك، باتسي فيران.

محمد حجازي