Logo

استمرار الحرائق حول العالم: النيران تصل إلى المنازل وموجة الحر لن تنتهي قريباً

 ليلٌ قاسٍ مرّ على عدد من المدن اليونانية التي شهدت حرائق واسعة، نتيجة موجة الحر الأخيرة التي تضرب مختلف أنحاء العالم.

ومع الصباح، جدد رجال الإطفاء جهودهم لاحتواء الحرائق التي سعّرتها الرياح الشديدة في مقاطعة بيوتيا، وشمال شرق إقليم أتيكا التاريخي، وبلدة لوتراكي وغيرها من المناطق اليونانية.

وبعدما أمضى رجال الإطفاء الليل بطوله في محاولة إخماد الحرائق، مدعومين بالشاحنات وطائرات الهليكوبتر، استيقظ اليونانيون في المناطق المتضررة على «مشاهد مروعة»، وقد فقد عدد منهم منازلهم وممتلكاتهم، وفق ما أوردت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية نقلاً عن مراسلتها في اليونان.

 كما أصيب ثلاثة من رجال الإطفاء المتطوعين بشظايا الرماد المتطايرة، أثناء محاولتهم إخماد الحرائق حول بلدة سارونيدا الساحلية، جنوب أثينا.

وفي السياق، قال مسؤولون محليون إنّ الوضع «تعيس»، إذ تستمر الحرائق في إنهاك غابات الصنوبر حول منتجع لوتراكي الساحلي، مشيرين إلى أنّ العديد من الممتلكات دمرت، لاسيما المنازل، التي احترق منها حوالي 20 إلى 25 منزلاً بالكامل، وهي بمعظمها «منازل صيفية يملكها يونانيون»، جنباً إلى جنب مع موت العديد من الحيوانات خلال الليل.

وفيما من المنتظر أن تنخفض الحرارة من درجتين إلى أربع درجات بحلول الأربعاء، فمن المتوقّع أن تبدأ موجة حر جديدة اعتباراً من الخميس، وسط توقعات بأن تبلغ الحرارة 43 درجة مئوية، وفق الأرصاد الوطنية.

وفي الولايات المتّحدة، كانت كاميرات «تلفزيون الدوائر المغلقة» (CCTV) تتابع حريقاً هائلاً اندلع في وادٍ في كاليفورنيا، التي شهدت درجات حرارة قياسية خلال موجة الحر التي بدأت بإحراق المنطقة الأسبوع الماضي. 

وحتى الآن، تمكن رجال الإطفاء من احتواء 35% فقط من الحريق الكبير الذي أطلق عليه اسم «حريق الأرنب» (Rabbit Fire)، بالقرب في مقاطعة «ريفرسايد» في كاليفورنيا، وطاول، منذ يوم الجمعة، أكثر من 3 آلاف و200 هكتار.

ولم تسلم كندا بدورها من الحرائق التي اجتاحت أكثر من عشرة ملايين هكتار هذه السنة، إذ بلغ عددها، حتى يوم أمس، 882 حريقاً، من بينها 579 لا تزال خارج السيطرة، على ما أوضح «مركز مكافحة حرائق الغابات» في كندا، والذي أكد وفاة عنصري إطفاء وهما يكافحان الحرائق الهائلة.

ومرة جديدة، انتقلت سحب الدخان إلى الولايات المتحدة، ما أدى إلى إصدار تنبيهات حول جودة الهواء في جزء كبير من شمال شرق البلاد.

وإلى جانب اليونان والولايات المتحدة وكندا، يتوقع أن تزداد موجات القيظ حدة اليوم، في العديد من مناطق نصف الكرة الأرضية الشمالي تحديداً، مع تجاوز الحرارة الأربعين درجة مئوية في إيطاليا، على أن تصل إلى 48 في بعض المناطق، على غرار جزيرة سردينيا الإيطالية، وفي بعض مناطق إسبانيا، حيث ستفوق الحرارة فيها المستويات الموسمية الطبيعية بـ15 درجة مئوية.

وسيعاني جنوب إسبانيا من درجات حرارة قصوى، قد تصل إلى 44 في منطقة مورثيا، علماً أنّ البلاد كانت قد شهدت، الأسبوع الماضي، موجة حر قاسية، وسيبقى الإنذار الأحمر قائماً في مناطق أراغون شمالاً وباليار شرقاً وكاتالونيا في الشمال الشرقي.

وتزامناً مع موجة الحر الشديدة، أعلنت الأمم المتّحدة، اليوم، أنّه ينبغي على العالم أن «يستعدّ لموجات حرّ أكثر شدّة»، إذ قال المستشار الرفيع المستوى لشؤون الحرارة الشديدة في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، جون نيرن، في حديث إلى الصحفيين، أنّ «مثل هذه الأحداث ستزداد شدّة»، مشيراً إلى أنّ على العالم أن يستعدّ لمزيد من موجات الحرّ الأكثر شدّة».

 وتمّ تسجيل درجات حرارة قياسية في جميع أنحاء العالم، من الصين إلى أوروبا والولايات المتحدة، ما دفع  السلطات إلى اتخاذ تدابير جذرية للتعامل مع الحر والحرائق التي تُعزى إلى الاحتباس الحراري وتغيّر المناخ.

وتستمر درجات الحرارة الحارقة بالارتفاع في العديد من دول المنطقة، حيث سجّلت عدة مستويات قياسية تصل إلى حدود 52.8 درجة مئوية، ممّا أثار مخاوف واسعة تتعلق بالسلامة العامة وبكيفية التعامل مع الإجهاد الحراري الذي يلحق بالجسم أثناء موجات الحر القاسية.

وشهد نصف الكرة الشمالي مستويات قياسية من درجات الحرارة أمس الاثنين، أدت إلى موجة قيظ وحرائق غابات استدعت إجلاء 1200 طفل من مخيمات صيفية قرب أثينا.ودقّت سلطات صحية في دول عديدة في أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية ناقوس الخطر وحضّت السكان على شرب المياه والسوائل والاحتماء من الشمس، في توجيهات تشكّل تذكيراً جديداً بمخاطر الاحترار العالمي.

وفي الصين، أعلنت هيئة الأرصاد الجوية في بيان الاثنين أن الحرارة سجّلت الأحد مستوى قياسياً لمنتصف شهر تموز/يوليو بلغت 52.2 درجة مئوية في قرية سانباو بمنطقة شينجيانغ في الغرب.