الهواء المُلوث يُطيل عمر الفيروسات ويفاقم انتقال العدوى

 اكتشف باحثون في بريطانيا أن الهواء المُلوث بمستويات عالية من ثاني أكسيد الكربون يُطيل أمد بقاء الفيروسات في الهواء، ويرفع مخاطر انتقال العدوى.

وأوضح الباحثون أن ثاني أكسيد الكربون يلعب دوراً رئيسياً في إطالة عُمر متغيرات فيروس «سارس - كوف - 2» المسبب لمرض كوفيد - 19، الموجودة في القطرات الصغيرة التي تنتشر في الغلاف الجوي، وفق دراسة نُشرت نتائجها، الجمعة، بدورية «نيتشر كميونيكيشنز».

وخلال جائحة «كوفيد - 19»، استُخدمت أجهزة مراقبة ثاني أكسيد الكربون لتقدير مستويات التهوية داخل المباني، نظراً لأن ثاني أكسيد الكربون والفيروس يُطلقان معاً في الزفير، لكن الدراسة الجديدة كشفت عن دور ثاني أكسيد الكربون في إطالة مدة بقاء الفيروس في الهواء.

ووجد الباحثون أن المتغيرات المختلفة لفيروس «سارس - كوف - 2» تتمتع بدرجات متفاوتة من الاستقرار الجوي، مع بقاء المتغير الأحدث «أوميكرون» نشطاً لفترة أطول في الهواء.

كما توصل الفريق إلى أن هناك علاقة مباشرة بين زيادة تركيزات ثاني أكسيد الكربون وطول الفترة التي تبقى فيها الفيروسات المحمولة جواً مُعدية، ما يرفع بدوره من خطر انتقال العدوى.

وخلال الدراسة، استخدم الباحثون تقنية مبتكرة طوروها لقياس مدة بقاء متغيرات فيروس «سارس - كوف - 2» المختلفة في جسيمات محمولة جواً، والمولدة داخل المختبر، لتُحاكي الهباء الجوي المنبعث من الأفراد.

وعن طريق تعديل تركيز ثاني أكسيد الكربون في الهواء من 400 جزء في المليون، وهو مستوى متوسط في الهواء الخارجي، إلى 6500 جزء في المليون، أكد الفريق وجود علاقة بين زيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون وطول الفترة الزمنية التي تظل فيها الفيروسات المحمولة جواً معدية في الهواء، مما يفاقم من خطر انتقال العدوى.

كما أظهرت النتائج أن زيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون إلى 800 جزء في المليون، وهو مستوى يعتبر مؤشراً على جودة التهوية، أدى لتعزيز البقاء الهوائي للفيروس مما يطيل عمره

وبعد 40 دقيقة في هواء يحتوي على تركيز ثاني أكسيد الكربون يُماثل ما هو موجود في غرفة مزدحمة (3000 جزء في المليون)، وُجد أن الفيروس لا يزال معدياً بمقدار يقارب 10 أضعاف مقارنة بالهواء النظيف.

وقال الباحث الرئيسي للدراسة بجامعة بريستول البريطانية، ألين هادريل: «كنا نعلم أن (سارس - كوف - 2)، مثل الفيروسات الأخرى، ينتشر عبر الهواء الذي نتنفسه، لكن هذه الدراسة تمثل تقدماً كبيراً في فهمنا لكيفية حدوث ذلك، ولماذا يحدث، والأهم من ذلك، ما الذي يمكن فعله لوقف الانتشار».

وأضاف عبر موقع الجماعة: «النتائج تُظهر أن فتح النافذة قد يكون أكثر فاعلية مما كان يُعتقد سابقاً، خصوصاً في الغرف المزدحمة والتي تعاني من سوء التهوية، لأن الهواء النقي، الذي يحتوي على تركيزات أقل من ثاني أكسيد الكربون، يمكن أن يُعطل نشاط الفيروس بشكل أسرع بكثير».