ألمانيا الإبادية لا تتعلّم من دروس التاريخ

 بعدما منعتها أخيراً الشرطة الألمانية من المشاركة في تظاهرة تضامنيّة لغزّة، وعملت على فضّ التظاهرة في مدينة دورتموند قبل وصولها، ظهرت الناشطة السويدية في مجال المناخ، غريتا تونبرغ، المعروفة بمواقفها المناصرة لفلسطين، في مقطع فيديو قالت فيه إنّ «ألمانيا تقمع وتهدد الناشطين الذين يتحدثون عن الإبادة والاحتلال في فلسطين، 

فالشرطة الألمانية تدّعي أنّ مطالبة إسرائيل بوقف قتل الأطفال هو فعل معادٍ للسامية».

 وأنهت الفيديو مؤكدة «لن نصمت».

 وكانت تونبرغ قد دُعيت للمشاركة في تظاهرة ينظمها معسكر مؤيد للفلسطينيين في مدينة دورتموند، ولكن فور الإعلان عن زيارتها، دعا المتحدث باسم السياسة الداخلية للمجموعة البرلمانية لـ «حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي»، ألكسندر ثروم، إلى منع الناشطة من المشاركة في التظاهرات في ألمانيا. وقال «يجب على وزارة الداخلية الاتحادية فرض حظر دخول معادي السامية إلى ألمانيا».

 وتابع: «هؤلاء يأتون إلى ألمانيا لنشر الدعاية ضد إسرائيل وتشويه سمعة شرطتنا، ليس لهم مكان في ألمانيا».

 أمّا بعد حديث تونبرغ عن القمع الذي تمارسه الشرطة الألمانية على المتظاهرين، فقد صرّحت شرطة دورتموند في البداية أنّها اتخذت قرار فضّ التظاهرة لأنّ تونبرغ تشكّل «مشاركاً عنيفاً محتملاً»، ثمّ تراجعت الشرطة في وقت لاحق عن بيانها واعتبرته «خطأً داخلياً».

 وكانت تونبرغ قد تعرّضت في العام الأخير لهجوم حاد من قبل الصحف العبرية بسبب مواقفها المناصرة لفلسطين، وامتد هذا الهجوم إلى «الحكومة» الصهيونية. 

إذ أعلنت «وزارة التعليم» عن إزالة أي ذكر لتونبرغ من مناهج التعليم العام، بسبب موقفها الداعم للفلسطينيين في قطاع غزّة، وجاء في الإعلان عن القرار «هذا الموقف يحرمها من أن تكون مصدر إلهام، فهي لم تعد مؤهلة لتكون نموذجاً يحتذي به الطلاب الإسرائيليون».