النيران تأكل هولييود: ولا في الأفلام!
أمرت السلطات في لوس أنجلوس، أمس الأربعاء، بإخلاء سكان منطقة «هوليوود هيلز» التاريخية بعد انتشار حرائق الغابات بشكل خطير في المدينة، ما يهدد حياة مئات الآلاف.
هوليوود تشتعل
أعلنت مديرية الإطفاء في لوس أنجلوس عن «تهديد فوري للحياة»، مؤكدة أنّ المنطقة مغلقة أمام العامة. وكانت الحرائق قد بدأت في منطقة «باسيفيك باليسيدز» القريبة من ماليبو، قبل أن تنتشر بسرعة إلى أجزاء أخرى من المدينة، وصولاً إلى حي «هوليوود هيلز» الذي يضم منازل مشاهير السينما.
ووفقاً لمديرية الإطفاء، تشمل الحرائق حالياً خمس بؤر رئيسية، وأسفرت حتى الآن عن مقتل خمسة أشخاص، مع توقعات بارتفاع عدد الضحايا مع تفاقم الوضع.
وبالإضافة إلى الخسائر البشرية، أفادت وكالة «رويترز» بأنّ أكثر من ألف منزل «دُمّر»، بما في ذلك منازل شخصيات شهيرة مثل باريس هيلتون وبيلي كريستال. كما بلغ عدد الأشخاص الذين اضطروا إلى إخلاء منازلهم 130 ألفاً.
الأمور خارجة عن السيطرة
وعلى خطٍ موازٍ، تمكّن رجال الإطفاء من احتواء بعض الحرائق التي امتدت لأكثر من 100 كلم مربع، لكن النيران ما زالت خارج السيطرة، خصوصاً في مناطق جديدة مثل «هوليوود هيلز»، حيث بدأت الحرائق حوالى الساعة السادسة مساء أمس بالتوقيت المحلي.
ومع حلول ساعات المساء الأولى، غطى دخان كثيف معظم مناطق هوليوود، ما أثار حالة من الهلع بين السكان الذين حاولوا الفرار في جميع الاتجاهات وسط ازدحام الطرقات.
ولا يزال سكان لوس أنجلوس في حالة من القلق والترقب بينما تكافح قوات الإطفاء للسيطرة على الحريق، الذي يعد من الأكثر تدميراً في تاريخ المدينة.
وكانت السلطات المحلية قد استبقت الأحداث عبر إصدار تحذير «شديد اللهجة» منذ أول من أمس الثلاثاء، بشأن الظروف القاسية المتعلقة بالحرائق في معظم مقاطعة لوس أنجلوس.
وشهدت المنطقة انخفاضاً في مستوى الرطوبة والنباتات الجافة بسبب قلّة الأمطار، ما جعل الظروف تتسم بـ «أسوأ ما يمكن أن يحصل في ما يتعلق بمناخ الحرائق»، وفقاً لما ورد في البيان التحذيري.
الجدير ذكره أنّ مقاطعة لوس أنجلوس تعاني من موسم حرائق سنوي يمتّد لأكثر من شهرين، إلا أنّها من النادر أنّ تحدث بهذه القوة خلال فصل الشتاء، الأمر الذي ربطه العلماء بارتفاع درجة الحرارة المتوسطة في الولاية بنحو درجة مئوية واحدة منذ عام 1980 وعدم هطول أمطار منذ أسابيع عدّة.