"غرفة عجيبة" في قصرٍ مصري لا تغيب عنه الشمس

يمتد قصر "البارون" وهو من أهم متاحف القاهرة على مساحة أكثر من 12 ألف متر مربع بمنطقة "هليوبوليس" بالقاهرة.
وقبل افتتاح قناة السويس في نهاية القرن الـ19، وصل المليونير البلجيكي "إدوارد إمبان"، إلى مصر، ولم يكن ينوي البقاء كثيراً، إذّ كان مهندساً نابهاً، صاحب عقلية اقتصادية فذّة.
ورغم سفر إمبان إلى العديد من بلدان العالم، إلا أنه وقع في حب الشرق، وقرر الإقامة في مصر وإقامة أحد أفخم القصور الموجودة في القاهرة حتى اليوم.
ويقع قصر "البارون" في قلب منطقة مصر الجديدة بالقاهرة، ويعود اسمه  إلى "لقب شرفي"، إذ تعني كلمة "بارون" الفارس أو الرجل النبيل، والذي منحه ملك فرنسا لإمبان تقديرا لمجهوداته في إنشاء مترو باريس، حيث كان "إدوارد إمبان" مهندساً متميزاً.
أنشأه (إدوارد لويس جوزيف إمبان) في الفترة بين (1907-1911 ميلادية)، وهو من تصميم الفنان الفرنسي، ألكسندر مارسيل، وكان خليطاً رائعاً بين فن العمارة الأوروبي وفن العمارة الهندي، وبه برج يدور على قاعدة متحركة دورة كاملة كل ساعة ليتيح للجالس به مشاهدة ما حوله في جميع الاتجاهات، كما أن الشمس تدخل جميع حجراته على مدار اليوم، إذ عُرف بـ"القصر الذي لا تغيب عنه الشمس".

خرافات شعبية
ارتبطت العديد من الحكايات الشعبية والأساطير بالقصر، ومنها أن زوجة البارون سقطت من "المصعد" وماتت، وأن أخته انتحرت من أعلى البرج، وأن هذه الحوادث ترتبط بـ "غرفة الدم".
ويقول كبير الآثاريين بوزارة الآثار المصرية، مجدي شاكر، إن "الخرافات التي تتردد حول القصر متعددة ومنها، أن البارون كان يقتل الأعداء في "غرفة الدم" والتي كانت تسمى بغرفة الإعدام".

غرفة عجيبة
ومن ضمن الخرافات التي تتردد حول قصر البارون، بحسب الموقع الأثري المصري، هي أن "إحدى الغرف داخل القصر تسمى بـ"غرفة المرايا"، والتي يُقال عنها إن "الشخص الذي يغلق عليه الباب داخل هذه الغرفة يمكن أن يصاب بالجنون"، نظراً لانتشار المرايا بجميع حوائط الغرفة".
ويتردد أن كل من في القصر دخولها حرم دخولها بطلب من البارون، ولكن كانت ابنته تذهب إليها حين يغضب عليها، وتخرج بحالة نفسية جيدة، بعد أن تكلم أحدهم داخلها.
وبحسب شاكر، فإن "روايات أخرى تتردد مفادها أن البارون قام بإلقاء "مارسيل" من أعلى القصر حتى لا يقوم بعمل نفس التصميم لشخص آخر، وهو ما أصاب القصر باللعنة".

خليط حضارات
يعد قصر البارون من أفخم القصور الموجودة في مصر، وهو  صمم بطريقة هندسية لتزور الشمس جميع حجراته منذ الشروق حتى الغروب.
ويمثّل خليطاً من الحضارة الهندية والهندية واليونانية والعربية والزخارف فيه إغريقية، فيما صممت النوافذ على التراث العربي الإسلامي، بينما تنتشر في الحديقة بعض التماثيل الهندية.
واستلهم تصميمه من معبد "أنكور وات" في كمبوديا ومعابد أوريسا الهندوسية، وصممه المعماري الفرنسي، ألكساندر مارسيل، وزخرفة، جورج لويس كلود، واكتمل بنائه في عام 1911.
ويقع القصر على مساحة 12.5 ألف متر، وتقام شرفات القصر الخارجية على تماثيل الفيلة الهندية.
ويضم  7 حجرات موزعة على الطابقين، وأرضية مغطاة بالرخام وخشب الباركيه والمرمر المستورد من إيطاليا وبلجيكا.
كما يوجد فيه نفق يصل بين القصر والكنيسة العريقة "كنيسة البازيليك" الموجودة حتى الآن.