هذا ما تشاهدونه في منزل الزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر

يستذكر ملايين العرب والأحرار في العالم على الدوام الزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر  الذي شكّل علامة فارقة في التاريخ العربي الحديث، وزرع بذرة المقاومة والممانعة في وجه الاحتلال الإسرائيلي والاستعمار العالمي، وأرسى لنهج "عدم الانحياز" على امتداد العالم.

وفي ذكرى ولادة عبد الناصر نضيء على الزعيم الراحل من خلال تسليط الضوء على متحفه المشاد على ضفاف "نهر النيل".. شريان الحياة لمصر.

فداخل بيت صغير في معسكر الحرس الجمهوري في منطقة منشية البكري في شرق القاهرة، عاش الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر مع أسرته حتى وفاته في عام 1970 .. واليوم تحول هذا البيت إلى متحف يحفظ ذاكرة الشخص والوطن والأمة.

وبدأت خطوات تحويل بيت الراحل عبد الناصر إلى متحف عندما أصدر مجلس الأمة المصري القانون رقم (77) عام 1970.

لكن قرار رئيس الجمهورية آنذاك أنور السادات تأخر ما يقارب 38 عاماً فأعلن بقرار جمهوري من الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك عام 2008، وتم الانتهاء منه في شهر كانون الثاني/ يناير 2011.

كل عربي متمسك بقضاياه القومية، وصفوة أحرار العالم جعلوا من منزل عبد الناصر مهجعاً يزورونه ويغبّون من معين فترة زمنية حُبلى بالعروبة والمواقف الوطنية والقومية مناهضة للديكتاتورية والظلم الانساني في شتى أصقاع الأرض.  

 متحف عبد الناصر يتناول حياة الزعيم الراحل منذ الولادة إلى الدراسة مروراً بالكلية الحربية ثم بتكوين تنظيم الضباط الأحرار، الذي قام بثورة تموز/ يوليو 1952، دون إغفال الأحداث الجسام التي شهدها الراحل وأثّر فيها إلى أن وافته المنية أوائل السبعينيات.

في المتحف أكثر من 170 صورة نادرة للزعيم في مراحل حياته المختلفة، ومن ضمنها صور حديثة للمنزل الذي ولد فيه بحيّ "باكوس" في "الاسكندرية"، ولكهنا تقدّم صوراً واقعية عن نشأة جمال عبد الناصر.

أضف إلى الصور مقتنيات الرئيس الراحل الشخصية كالبدلتين العسكرية والمدنية، وملابس الإحرام، والنظارة المعظّمة، والنظارة الشخصية، والكاميرا الخاصة، والراديو الذي كان يستمع من خلاله إلى إذاعات العالم.

"ماكيت" تأميم قناة السويس

ولعل "ماكيت" قناة السويس وعرض عملية التأميم الشهيرة وما صحب ذلك من أحداث سياسية مهمة غيّرت وجه السياسة في العالم، تعتبر من الموجودات الهامة بالإضافة إلى "ماكيت" مشروع السدّ العالي، الذي يعتبر أهم مشاريع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والذي قامت عليه النهضة العمرانية التي تحياها مصر الآن.

ومن الموجودات الهامة عَلَم مصر الذي سافر مع مركبة الفضاء الأميركية "أبولو" وعاد لتشهد على رحلته بعض الأحجار الصغيرة من سطح القمر، وهو من المقتنيات المهمة.

ويعرض المتحف رسائل كتبها ناصر قبل الثورة بـ 10 أعوام إلى صديقه  و(مستشاره لاحقاً) حسن النشار وآخرين وقام بعدها بثورته الكبرى وحطّم الأسلاك الشائكة والأسوار العالية وتبعه الملايين من أبناء مصر التي منحها حبه وروحه.

 صوتيات عبد الناصر

وما يسترعي الاهتمام في المتحف صوتيات لخطابات الرئيس جمال عبد الناصر، منها نص قرار التأميم في 26 تموز/ يوليو 1956، وخطاب التنحّي في 9 حزيران/ يونيو 1967 عند الساعة السابعة مساءً، وهذه التسجيلات تضيف إلى المتحف وزوّاره الكثير من الذكريات وتجعلهم يشعرون وكأن الزعيم يستقبلهم شخصياً في متحفه.

بكت مصر ومعها العرب وأحرار العالم الرئيس عبد الناصر الذي ارتحل في 28 أيلول/ سبتمبر عام 1970، وأصدر كل من الأطباء رفاعي محمد كامل، ومنصور فايز، وزكي الرملي، والصاوي حبيب، وطه عبد العزيز تقريرهم الطبي معلنين فيه رسمياً وفاة الزعيم، والتقرير معروض في متحف الراحل إلى جانب عدد من شرائط الفيديو التى تتناول المواقف السياسية المهمة خلال مسيرته مع مشاهد نادرة لجنازة عبد الناصر الشعبية العظيمة.

قام بتطوير جميع عمليات إنشاء المتحف جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة المصرية، وافتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المتحف في 28 أيلول/ سبتمبر 2016 بعد تطويره وزيادة أقسام وتقنيات فيه،  تزامنًا مع الذكرى الـ 46 لوفاة عبدالناصر.

وحالياً يتمكن زوار المتحف من مشاهدة بانوراما الثورة وزعمائها عن طريق مصعد يعرض للزائر الاحداث بشكل متسلسل مع اشخاصها، تنتهي بنهاية البرج الذي سبق أنّ استخدمه الملك فاروق لمشاهدة النيل من موقع مجلس قيادة الثورة الذي كان يعرف قبل 23 تموز/ يوليو باسم "نادي الرياضات البحرية".

عبدالله ذبيان