الارهاب والمغفلون النافعون

يجهل أو يتجاهل الكثيرون الأسس الايديولوجية والتنظيمية والتمويلية للإرهاب.

ويتبنى البعض رؤية ساذجة تعتقد أن الارهابيين ليس لديهم مخططات او استراتيجيات مستقلة وانهم بالضرورة "تابعون" لهذه الجهة أو تلك.

الإرهاب ليس "رد فعل" لحدث أو فعل او ظلم، لكنه "فعل" منظم واستراتيجي. والارهابيون قد يستفيد منهم هذا الطرف او ذاك لكنك ليسوا تابعين فلهم اجندتهم الخاصة.

هناك خطاب يساري-اسلامي واسع الانتشار في العالم الإسلامي ينظر للارهابيين كاشخاص ذوي ضمير أخلاقي عالي يقومون بعملياتهم الانتحارية احتجاجا على الظلم أو القهر أو الهيمنة.

هذه النظرة كارثية لأنها تضفي على الإرهاب بطولة واخلاقية ينكرها الإرهابيون انفسهم ويرفضونها.

البعض يريد استثمار الارهاب في محاربة الأنظمة الحاكمة أو محاربة الغرب. لكن من يستثمر الإرهاب سيكتوي بناره لا محالة.

من يريد ان يفهم جذور ومنطلقات الإرهاب عليه ان يقرأ كتاب "ادارة التوحش" لأبي بكر ناجي وهو اسم حركي لاحد المفكريين الاستراتيجيين للقاعده. وقد شرح فيه بوضوح أهداف الارهاب وجذوره وتكتيكاته واستراتيجياته.

وهو مثل غيره من قادة الجماعات الإرهابية واضح وصريح لا يضفي على أعمال الإرهاب أي قيمة اخلاقية او احتجاجية ويصرح بوضوح ان هدف الارهاب هو تدمير الانظمة والاقتصاد وخلخلة المجتمعات من اجل ادارة التوحش وصولا الى التمكين.

هناك متعاطفون مع الارهاب وهم مكشوفون وهناك "مغفلون نافعون" والأخيرون أكثر مساعدة للارهابيين من المتحمسين الصريحين.