عن إستنزاف الارواح

خرجت لمقابلة أحد الأصدقاء ومررت من شارع الخمسين أمام شركة واي.

شاهدت العشرات متجمعين أمام "روضة الشهداء " لدفن قتلى إحدى جبهات القتال.

اما "رياض الشهداء" فهي لمن لا يعرفها الاسم الذي يطلقه الحوثيون على مقابر مقاتلي الحركة.

في صعده كانت المقابر "المنشآت " الوحيدة التي اهتموا بها وبنوها في كل مديرية، مزينة بالورد والرياحين وصور القتلى على القبور.

واتذكر عندما زرت صعده ان اغلب صور القتلى كانت لأطفال في عمر المدرسة!
ثم خرجت المسيرة من صعده ناشرة المقابر معها أينما حلت.
توجهت بعد ذلك إلى شارع العدل لمقابلة صديق آخر جوار مستشفى الكويت.
فوجئت أيضا بعشرات السيارات تحمل الجرحي الى المستشفى وسط ازدحام كبير من الأهل والمرافقين.
عدد السيارات والازدحام الشديد من الرجال وبعص النساء دليل على العدد الكبير للجرحى.
قتلى...
وجرحى...
ومشوهون....
أرواح تنطفيء قبل أن تعرف ما الحياه...
هذه هي حقائق الحرب التي ننساها في حماس متابعة أخبار القتال كأننا نشاهد لعبة فيديو او فيلم تشويق.
قرأت قبل أسابيع تقريرا يقول أن قتلى "الشرعية " لا يقلون عددا عن قتلى الحوثيين.
وأن المقابر تنتشر على الجانبين.. نفس الشباب يموتون في حرب لا يفهمونها ولا بعرفون متى بدأت ولا كيف ستنتهي.
استنزاف كبير للارواح في حرب بلا أفق.
وشباب مجهولون ينتزعون من قراهم للقتال في حرب بلا قواعد، ثم ينتهون موتى مجهولي الاسم، أو جرحى ومعاقين لا يهتم بهم أحد.
أما آن لهذه اللعبة الدموية أن تنتهي؟!

- من حائط الفيس بوك