نزعة “الاستعلاء الديني”
نزعة “الاستعلاء الديني” فعلت فعلها بين المسلمين في بلدانهم، فساهمت في ترسيخ ظواهر التخلف التي اكتسبت هالة دينية. لكن خطر هذه النزعة أشد وأنكى بين المسلمين في المهجر، إذ لم تقتصر على حصرهم في غيتوهات ثقافية وسكانية فقيرة ومتخلفة، ولم تمنعهم فقط من مراجعة أخطائهم وعثراتهم، بل ساعدت بعضهم أيضًا على تبرير الأفعال المخالفة للقانون من خلال ما يمكن وصفه بـ”الغسيل الأخلاقي”.
اليقين المطلق يؤدي إلى تعطيل العقل والتفكير، وتعطيل العقل والتفكير يقود إلى استعلاء المتخلف وتباهيه بتخلفه، وحين يصبح التخلف مدعاةً للفخر، تُبرَّر الأخطاء التي لا تحرّمها الشريعة، حتى لو كانت محرّمة بالقانون.
وهكذا، يبقى الاستعلاء الديني حاجزًا يعطل التفكير، ويغلق أبواب التطور والاندماج، ليترك أصحابه أسرى لدوائر مغلقة من الاستعلاء والتخلف.