Logo

البلاد تُدار من قِبل مجموعة من الصرافين

 القناعة التي وصلتُ إليها مؤخراً وبقوة خلال الأيام الماضية:
أن البلاد كانت تُدار من قِبل مجموعة من الصرافين.
لا تُصدِّق كل ما تراه أو تسمعه، لم تكن هناك دولة ولا أثر لقيادة..
كان هناك صرافون يجوبون الشوارع، يهشّون الناس، ويُحيلون حياتهم إلى ركام.
يستيقظون من النوم عند الثانية بعد الظهر، يفترسون جديًا مشويًا، ثم يهجمون على كيس ضخم من القات.
يمسكون بهواتفهم النقالة، وفي مواجهتهم لابتوبات صغيرة، ثم تبدأ حفلة "شواء الشعب" – لن أقول "عراب الشعب" كي لا يغضب البعض – قلتُ شواء الشعب.
يُقرّر الصرّاف مصير شعب بأكمله..
الصراف هو الدولة، والقانون، والسلطة، والسيادة..
في الساعات الأولى من تعاطي القات، يُقرّر أن يوصل السعر إلى ٦٠ ريالًا ارتفاعًا.
رويدًا رويدًا، يُقرّر أن يرفع النسبة.
يتحوّل الـ٦٠ ريالًا إلى ١٠٠ ريال كاملة خلال ساعات تزيد أو تنقص.
يصرخ منتشيًا:
"مافيش حكومة… آآآنا الحكومة!"
ومع ساعات الفجر الأولى، يتحسّس الصراف خصيتيه بعد أن انتهى من مضاجعة شعب بأكمله..
شعب أشبه بقطيع من الماعز، ليس له لا دولة، ولا حاكم، ولا مسؤول، ولا راعٍ…
منذ سنوات، هكذا دارت وأُديرت حياتنا وتدمّرت…
دولة ضاجعها الصرّافون وقوفًا، وجلوسًا، وعلى كافة الوضعيات…
لتحمل سفاحًا هذا الواقع الآثم..
بشعٌ جدًا ما حدث…