عندما تهتز كراسي الطغاة
الكراسي لا تهتز في الخشب والحديد، بل في القلوب أولًا. هناك، حيث يتسلّل الخوف إلى صدر الطاغية فيخفيه بالبطش، ويظنه الناس قوة. يزيد قمعًا، يضيّق على الحريات، فلا يعود يثق بأحد، وتغدو حياته دائرة من الشك والريبة.
يحتمي بأصوات المادحين الذين زيّنوا له الوهم: سيدنا العادل… المختار من السماء. لكن الحقيقة تأتي هامسة، لا تُقهر: كل ما عشته كان مسرحًا من النفاق.
فالسلطة المبنية على الدماء لا تثمر عدلًا ولا رخاء، بل تلد ظلمًا وقهرًا وانفجارًا محتومًا. والطاغية، حين يكتشف متأخرًا أن عرشه لم يكن سوى قفص من الوهم، يسقط لا من علوّ، بل إلى هاويةٍ تكشف حجمه الحقيقي: صفر بين شعبه.