Logo

الإهداء إلى ثورة 14 أكتوبر المجيدة

 "جبل شمسان"

هذا الطود العظيم المكلل بالمهابة والجلال.. تنام وتصحو في أحضانه المدنية المسكونة بأهلها وناسها الطيبين.. جبل عنيد ومفولذ بالصخر والحديد.. شاهقه يعانق الغيوم، وشموخ شماريخه يعانق الشمس في هجير النهار، والنجوم في لياليه.

كل الذين ظنوا أنهم اعترشوك حتى النهاية، سقطوا في هاوية أكبر من قامتك، ثم تم كنسهم إلى مزبلة.. 

من ظنوا أنهم أخضعوك، وامتطوا ظهرك إلى الأبد سقطوا على نحو مدوٍ في خيبة مقذعة، وهزيمة لا عافية بعدها.. أما الذين ظنوا أنهم انتعلوك، فقد سقطوا في هاوية لا قرار لها، وبقيت وحدك واقفاً وشامخاً تغنّي: "يا جبل ما يهزك ريح".

هذا الطود منذ وجوده وهو صامد يقاوم ولا يموت.. يكسر البحر كل يوم.. يحكي ملاحم صمود شعبنا الذي لا يعرف اليأس مهما ثقل، ومهما كان مجحفلاً بسطوة من يحكمه، أو عرمرماً بظلم سايسيه، أو حتى صاروا على كاهله قدراً لعهد لا مناص منه.

لطالما ظن الغزاة أنهم أخضعوه للأبد، وظن الطغاة أنهم وضعوا للتاريخ نهايته، وصاروا هم أسياد التاريخ ومنتهاه، وهم مسك ختامه؛ 

ولكن ما لبث هذا الجبل أن ثار وانتفض عليهم وانقلب، وقلب الطاولة على رأس من عليها، وكشف لهم كم هم واهمون، وفي الزيف غارقون..!!

كل ما ظن الغزاة والطغاة لا تاريخ بعدهم، يعود التاريخ من جديد ليسطر ملحمة، ويكتب فيهم كلمته عندما يدور الزمان، أو يكمل العهد دورته؛ ينهض من جديد، ويروي لهم جلالة ومهابة شعب عظيم منتصر.