Logo

لا تصدّق أن هناك شيئًا اسمه حقوق إنسان

 كلما ذُكرت حقوق الإنسان أو الديمقراطية في أي مجلس عربي، يظهر فورًا هذا الاعتراض المعتاد:
“لا تصدّق أن هناك شيئًا اسمه حقوق إنسان. ألا ترى أن الغرب نفسه ينتهكها؟”
لكن إذا كان الغرب ينتهك هذه الحقوق فعلًا، فهل يكون ذلك سببًا يجعلنا نفعل الشيء نفسه؟
هل نحن نؤمن حقًا بأهمية هذه الحقوق وضرورتها؟
أم أننا نرى أنها مجرد أفكار فُرضت علينا من الخارج؟
إذا كنا نؤمن بحقوق الإنسان، فلا يجوز أن نجعل تصرفات الغرب أو غيره معيارًا لنا أو مبررًا لعدم احترامها. فهل نُصبح لصوصًا فقط لأن الغربيين يسرقون؟
وهل فساد شخص ما يعني أن الشرف غير موجود؟
وهل كذب مجموعة معينة يعني أن الصدق مجرد وهم؟
انتهاك الحق لا يعني أنه غير موجود أو غير مهم. هذا غباء صارخ.
انتهاك الحق قد يكون سببًا لتمسّكنا به أكثر والدفاع عنه بقوة.
أما إذا كنا نرى أن حقوق الإنسان لا تخصّنا أو لا تعبّر عنا، فالأفضل أن نكون واضحين في موقفنا، بدل تعليق الأمر على شماعة “الانتهاكات الغربية”.
إن قيمة الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان لا تأتي من التزام الغرب أو الشرق بها أو عدمه، بل من كونها حقوقا إنسانية أساسية لحياة كريمة، مستقرة، ومنتِجة لأي إنسان، في أي مكان.