اليمنيون يحاولون لفت الإنتباه إليهم بأي شكل!

لا يكترث اليمنيون ما إذا كان عمار العزكي يؤدي بشكل جيد أو سيء. سيحصل على تصويتهم، وسيوصلونه حتى الأخير وسيفوز باللقب بفعل التصويت الذي لن ينقطع.

اليمنيون يحاولون لفت الإنتباه إليهم بأي شكل، وسيستغلون كل المنافذ.

أمة كبيرة تستحق الحياة، مثل باقي الأمم، تُرِكت لتواجه تحديات وجودية جسيمة أكبر من قدراتها ومن جاهزيتها. أمة البردوني التي "لم يمت في حشاها الفنّ والطربُ"، تنافح عن حقها في الوجود الفاعل. عاشت تحت جائحة إمامية ممتدة، أسوأ من أسوأ أطوار الجليد والفيضانات لدى الأمم الأخرى. ما إن انحسرت الإمامة قليلاً حتى جاء تيس الضباط بعشيرته الجاهلة والمتوحشة، فدخلت الأمة اليمنية في طور استثنائي من الشدة والكمد والعدمية الحضارية.

أمة جائعة لاعتراف العالم بها، بحقها في العيش وجدارتها، وستحفر على جدران العزلة بكل ما يقع في يدها. ستدفع بالرجل والثاني وبالفتاة والأخرى إلى أعلى مكان في جدار العزلة، ليلفت انتباه العالم.

كتب عيدروس الغفوري بالأمس عن قصة مثيرة وقعت في ٢٠٠٩. فقد طرح مصطفى الآغا، مقدم برنامج صدى الملاعب المعروف، استفتاء حول أقوى دوريات كرة القدم العربية. اشترك اليمنيون في الاستفتاء ووضعوا الدوري اليمني في المرتبة الثانية.

لا يوجد دوري يمني أصلاً، وفي أحسن الأحوال هناك خيال لدوري لا يتابعه لاعبو الدوري أنفسهم.

لن يتوقف اليمنيون عن إرسائل الإشارات التي تقول: نحن هُنا، ولا بد أن تلتفوا إلينا، ولو اضطروا لخلق دوري من العدم، وإخراج الحي من الميت.

كانت ثورة ١١ فبراير هي الرسالة الأكثر جسارة وزخماً وجاذبية. سنحتفل بها هذا العام، كما في كل عام.

كل عام وأنتم بخير.

فهذا اليوم هو ١٥ يناير، وهو اليوم الذي خرجت فيه ـ بالفعل ـ أولى طلائع الثورة أمام جامعة صنعاء، قبل أن تشكل ليلة ١١ فبراير صفّارتها الكبيرة من تعز..