في ما يتعلق بالحقائق الدينية

في ما يتعلق بالحقائق الدينية نجد أنفسنا أمام اختيارين لا ثالث لهما:

- اما ان نؤمن ان كل الأديان صحيحة.

- أو نؤمن ان كل الاديان باطلة.

والسبب في ذلك أنه لا يوجد دليل خارجي على صحة أو مصداقية اي دين.

فالدليل الوحيد لأي نبي هو ما يقوله عن نفسه أن الله اصطفاه وأوحى له. ولسبب غامض تم الوحي سرا في غيبة من بقية البشر. ولسبب لا نعرفه لم يتجلى الله للبشر إذ اكتفى بالظهور والكلام مع عدد قليل من البشر (الأنبياء).
واذا كان هناك ما يستند إليه اتباع الأديان فهو وجود كتاب مقدس يقول عن نفسه أنه كلمة الله وانه محفوظ من التاريخ. خارج شهادة الكتاب المقدس لنفسه لا يوجد دليل خارجي على قدسيته وحفظه.
امام هذا المأزق المعرفي ظهرت ثلاث إجابات:
-
الأولى تقول ان ديني فقط هو الصحيح وبقيتها باطلة.
-
الثانية تقول ان كل الأديان خاطئة وباطلة (الإلحاد).
-
الثالثة تقول ان كل الأديان صحيحة بالنسبة لمعتنقيها لا بالنسبة للآخرين أو للدولة (العلمانية).
من بين الإجابات الثلاث ادافع عن الإجابة العلمانية. لأن الإيمان بأن ديني فقط هو الصحيح يصادر المجال العام لصالح دين معين. والإيمان ببطلان كل الأديان يصادر المجال العام لصالح الإلحاد الرسمي.
أما الإيمان بالصحة(الذاتية) لكل الأديان فيقتضي الفصل بين الدين والدولة وعدم تقنين اي دين أو عقيدة (أو مذهب) باعتباره دين الدولة، او المذهب الرسمي للدولة، لان ذلك ضد حرية العقيدة والتعبد.