اقتحامات واسعة للاحتلال في الضفة.. ومستشفى الشفاء «منطقة موت»

الرأي الثالث - وكالات

دوت صفارات الإنذار في جنين ومخيمها، الليلة الماضية، أثناء اقتحام قوات الاحتلال للمخيم من جهات عدّة، ما أسفر عن اشتباكات عنيفة، ووقوع إصابات خطيرة برصاص الاحتلال. 

وأفادت وسائل إعلام بأنّ آليات تابعة للعدو قامت بتجريف شوارع وبنى تحتية، وتدمير ممتلكات في المدينة ومحيط المخيم.

تزامناً مع ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال بيت لحم، وبيت ساحور، والخليل جنوب الضفة الغربية، وقلقيلية وطوباس. 

وتم الإبلاغ عن إصابة فلسطينيين برصاص العدو، خلال اقتحام حي المطار وأطراف مخيم قلنديا شمال القدس، وإصابة آخر خلال مواجهات في مخيم بلاطة، شرقي نابلس في الضفة الغربية.

وفي السياق أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، مقتل جندي وضابط في المعارك الدائرة شمالي قطاع غزة، فيما أكّدت «كتائب القسام» أنّ مقاوميها أجهزوا على 6 جنود إسرائيليين، من مسافة صفر، في حجر الديك، بعد مهاجمتهم بقذيفة مضادة للأفراد.

كما أعلنت «سرايا القدس» أنّ «مجاهديها اشتبكوا، الليلة الماضية، مع مجموعة من جنود العدو، في بيت حانون، وأوقعوا بهم خسائر كبيرة»، مشيرةً إلى أنّهم استهدفوا أيضاً آلية عسكرية إسرائيلية بقذيفة «تاندوم»، في منطقة الصفطاوي.

وفي مقابل تكبدّها هذه الخسائر الكبيرة، لا تزال قوات الاحتلال تتعمّد قصف المدارس والمستشفيات والمناطق المزدحمة، في محاولة لتهجير من تبقّى من السكان في شمال غزة. 

وأفاد مصدر طبي بسقوط 31 شهيداً، في غارات إسرائيلية استهدفت منازل وسط القطاع الليلة الماضية، فيما سُجّل إطلاق نار كثيف في محيط «المستشفى المعمداني».

أما في الضفة الغربية المحتلة، فأعلنت «كتيبة قباطية» التابعة لـ«سرايا القدس»، استهداف جنود وآليات الاحتلال بالعبوات الناسفة، في بلدة قباطية جنوب غرب جنين.

إلى ذلك تواصل المقاومة الفسلطينية عمليات التّصدي للتوغل الإسرائيلي البري في قطاع غزة، عبر الاشتباك المباشر واستهداف قواته المؤللة والراجلة.

وأعلنت «كتائب القسام»، في بيان، أنها استهدفت قوة لجنود الاحتلال الإسرائيلي بعبوة مضادة للأفراد ودمّرت 17 آلية عسكرية كلياً أو جزئياً في محاور التوغل كافة. 

كما قصفت حشود للعدو في محاور التوغل بقذاف هاون. واستهدفت تل أبيب ومناطق محتلة برشقات صاروخية.

بالتوازي، أعلن الناطق العسكري باسم «كتائب القسام»، أبو عبيدة، فقدان الاتصال بـ«عدد من المجموعات المكلفة بحماية أسرى للعدو، ومصير الأسرى والآسيرين لا يزال مجهولاً».

الصحة العالمية: مستشفى الشفاء تحوّل إلى "منطقة موت"

أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم الأحد، أنّها تعمل على نقل المرضى في مستشفى الشفاء إلى مجمع ناصر الطبي، ومستشفى غزة الأوروبي جنوبي قطاع غزة خلال الـ 72 ساعة المقبلة.

وأشارت الصحة العالمية في بيان إلى أنّها تعمل على وضع خطط عاجلة مع شركائها لإجلاء الفوري للمرضى المتبقين والموظفين وعائلاتهم، وإخلاء المستشفى الذي قالت إنه أصبح "منطقة موت".

وقالت: "لا يزال هناك 25 عاملاً صحياً، و291 مريضاً في مستشفى الشفاء، وقد وقعت عدّة حالات وفاة خلال اليومين أو الثلاثة أيام الماضية، بسبب إغلاق الخدمات الطبية، ومن بين المرضى هناك 32 طفلاً رضيعاً في حالة حرجة للغاية، وشخصين في العناية المركزة دون جهاز أكسجين، و22 مريضاً يخضعون لغسيل كلى".

كذلك، ذكرت أنّ فرق التقييم التابعة للأمم المتحدة لم تتمكن من البقاء سوى ساعة واحدة فقط في مستشفى الشفاء بسبب الوضع الأمني، وقالت المنظمة إنّ الفريق وصف المستشفى بأنّه "منطقة موت" وإن الوضع فيه "يائس". 

وأمس السبت، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غبريسوس، إنّ مستشفى الشفاء في غزة لم يعد قادراً على تقديم خدمات للمرضى ولا يوجد به ماء أو كهرباء أو وقود وجميع الإمدادات الطبية استنفدت.

وقال غيبريسوس، عبر حسابه على منصة إكس، إنّ "الفريق الطبي في مستشفى الشفاء طلب الدعم لإجلاء المرضى الذين لم يعد بإمكانهم تلقي الرعاية هناك .. نعمل مع الشركاء لوضع خطة إخلاء عاجلة للمستشفى".

وطالب غبريسوس بتوفير الحماية للمرافق الصحية والمدنيين، ووصف الوضع الحالي بأنّه "غير محتمل ولا مبرر له".

وفجر الأربعاء، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي بعد حصاره واستهدافه لأيام، ضمن عداون الاحتلال المشتمر لأكثر من شهر، الذي يستهدف المنظومة الطبية والمرضى والنازحين في المستشفيات، وجميع مقومات الحياة في القطاع.