عودة المجازر الجماعية: العدو يستنفد أوراقه

الرأي الثالث - وكالات

وصلت الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، إلى مرحلة متردية للغاية. ففيما تواصل الطائرات الحربية تنفيذ سياسة المجازر الجماعية، التي تطاول أحياء سكنية كاملة، وتتسبّب باستشهاد وإصابة العشرات دفعة واحدة.

 كما تتعرّض طواقم الدفاع المدني وسيارات الإسعاف لاعتداءات مستمرة، أدت إلى استشهاد أكثر من 170 كادراً إغاثياً بين طبيب ومسعف وضابط إسعاف، في الأحياء المزدحمة التي تؤوي الكتلة البشرية الأكبر من النازحين في مدينة غزة، وتحديداً مناطق حي الصبرة وعسقولة. 

هناك، قصفت الطائرات الحربية مدرسة «الفلاح» التابعة لـ«وكالة غوث وتشغيل اللاجئين»، والتي تؤوي عشرات الآلاف من النازحين، وأيضاً «مسجد إحياء السنة».

 في هاتين المجزرتين فقط، استُشهد المئات من المواطنين الذين بقيت جثامينهم ملقاة على الأرض وفي الطرقات، هذا فضلاً عن تدمير المئات من المنازل على رؤوس ساكنيها. 

وفي شمال غزة، وتحديداً في مناطق مخيم جباليا ومنطقة جباليا البلد ومشروع بيت لاهيا، قصفت الطائرات الحربية، في الأيام الثلاثة الماضية، أكثر من أربعين منزلاً ومسجداً، جميعها مأهولة بالسكان، متسبّبة باستشهاد وإصابة المئات من المواطنين.

إلى ذلك جدد جيش الاحتلال الإسرائيلي الليلة الماضية غاراته على قطاع غزة وقصف محيط المستشفى الإندونيسي ما أدى إلى استشهاد 12 فلسطينيا. 

وقالت وزارة الصحة في القطاع إن الضحايا هم من الجرحى ومرافقيهم الذين وصلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج.

 توازياً، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي أن 13 ألف شخص استشهدو في القصف الإسرائيلي المستمر على غزة منذ اندلاع الحرب، من بينهم، أكثر من 5500 طفل، و3500 امرأة، وإصابة 30 ألف شخص. مشيراً إلى أن الهجمات استهدفت 60 في المائة من الوحدات السكنية في القطاع.

وذكر ناطق باسم المكتب، خلال مؤتمر صحافي، أن 43 ألف وحدة سكنية دُمّرت كلياً في غارات إسرائيلية، في حين تعرّضت 225 ألف وحدة سكنية للهدم الجزئي «ما يعني أن نحو 60 في المائة من الوحدات السكنية في قطاع غزة تأثرت كلياً وجزئياً».

ونقلت «وكالة الأنباء الألمانية» عن المتحدث قوله، إن عدد المقرات الحكومية المُدمّرة بلغ 97 مقراً و262 مدرسة، منها 65 مدرسة خرجت عن الخدمة، في حين بلغ عدد المساجد المدمرة كلياً 83 مسجداً، وتدمير 166 مسجداً بشكل جزئي، إضافة إلى استهداف 3 كنائس.

وأوضح أن عدد البلاغات عن مفقودين تحت أنقاض المباني المدمرة أو في الطرقات ويتعذر انتشالهم، تجاوز 6 آلاف بلاغ، بينهم أكثر من 4 آلاف طفل وامرأة، مشيراً إلى مقتل 201 من الكوادر الصحية و22 من كوادر الدفاع المدني و60 صحافياً.

وأشار إلى خروج 25 مستشفى و52 مركزاً صحياً عن الخدمة، في حين جرى استهداف 55 سيارة إسعاف، وخرجت العشرات عن الخدمة بسبب نفاد الوقود.

في سياق آخر، أكد «الهلال الأحمر الفلسطيني» أن طواقم الإسعاف تمكّنت، (الأحد)، بتنسيق مع «منظمة الصحة العالمية»، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، من إجلاء 31 طفلاً خديجاً من مستشفى «الشفاء». ووفق «الهلال الأحمر»، وُضع الأطفال الخدج في مركبات إسعاف؛ تمهيداً لنقلهم إلى مستشفى «الإمارات» في رفح أقصى جنوب قطاع غزة.

سياسياً، بدأت اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية - الإسلامية، أمس، تحركاً دولياً لوقف الحرب على غزة، حيث توجه وزراء خارجية الدول الأعضاء إلى الصين، في بداية جولة تشمل عدداً من الدول الكبرى. 

وقالت وزارة الخارجية السعودية، اليوم، إن وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، وعدد من نظرائه من دول عربية وإسلامية، بدأوا جولة رسمية للدول دائمة العضوية بمجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة.

وذكرت الخارجية السعودية في بيان، أن التحرك يأتي باسم جميع الدول أعضاء الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي باتجاه وقف فوري لإطلاق النار في القطاع، وبهدف إطلاق عملية سياسية جادة وحقيقية لتحقيق سلام دائم وشامل وفق المرجعيات الدولية.

وأضافت أن الجولة تأتي أيضا من أجل اتخاذ إجراءات رادعة لوقف جرائم سلطات الاحتلال الاستعمارية ضد الإنسانية، وتأمين ممرات إغاثية عاجلة لتجنب وقوع كارثة إنسانية في قطاع غزة المحاصر.