الحرب على غزة تجدد المخاوف من تعطل الملاحة

الرأي الثالث - وكالات

 ذكرت وكالة "رويترز" الإخبارية، أن سفينتين قامتا بتحويل مسارهما بعيداً عن منطقة البحر الأحمر، وذلك بعد احتجاز الحوثيين لسفينةٍ إسرائيلية في البحر الأحمر، وفقاً لبيانات الشحن الدولية. 

وأفادت الوكالة بأنّ السفينتين مرتبطتين بنفس المجموعة البحرية، التي احتجز سفينتها، موضحةً أنّ إحدى السفينتين عادت إلى المكان الذي أتت منه، كما تكبّدت اضطراباً تجارياً لمدة 4 أيام على الأقل، حيث أبحرت نحو ألفي ميلاً بحرياً إضافياً، وذلك وفقاً لبيانات الشحن وشركة "أمبري" البريطانية للأمن البحري.

وقالت الإدارة البحرية الأميركية "MARAD" في تقريرٍ استشاري نشرته، إنّ سفينة "Galaxy Leader"، احتجزت على بعد حوالى 50 ميلاً غربي ميناء الحُديدة اليمني، مُضيفةً أنّه يتعين على السفن "توخي الحذر عند عبور هذه المنطقة".

إلى ذلك ذكرت وكالة "بلومبرغ" الأميركية، اليوم الاثنين، أن السفينة التي احتجزت من قبل الحوثيين في البحر الأحمر، تجدّد المخاوف من تعطل الملاحة في المنطقة. وأكدت "بلومبرغ" في تقرير لها، أن تصاعد التوترات قد يدفع السفن إلى تجنب المنطقة.

كما أشارت إلى أنّ السفينة المحتجزة في البحر الأحمر، أثارت مخاوف من أن تؤدي الحرب في غزة إلى تعطل حركة الملاحة في المنطقة.

وقالت "بلومبرغ" إن "أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا قفزت، حيث أثار الحادث مخاوف بشأن المخاطر في أحد أكثر طرق الشحن ازدحاماً في العالم". 

كذلك، فإنّ العمل في البحر الأحمر يمثل "تصعيداً كبيراً للتوترات" في المنطقة الأوسع، كما قال كينيث لوه، محلل لدى "بلومبرغ إنتليجنس".

وقال: "قد تقرّر بعض شركات الشحن الالتفاف حول المنطقة لأسباب تتعلق بالسلامة، مما يعني تكاليف وتأخيرات إضافية"، مؤكداً أنّ هذا "قد يؤدي إلى تأثير غير مباشر عبر سلاسل التوريد العالمية، التي تذكرنا بالازدحام في عصر الوباء وفوضى سلاسل التوريد".

يأتي ذلك في وقت، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ احتجاز السفينة "Galaxy Leader"، والتي تعود ملكيتها لـ"إسرائيل" من قبل "الحوثيين" قد تؤدي إلى إلغاء خطوط شحن إلى "إسرائيل".

وقال الإعلام الإسرائيلي إنّ إلغاء خطوط الشحن سيؤدي بشكلٍ تلقائي إلى زيادةٍ في أسعار المنتجات المستوردة عن طريق البحر، ومن المتوقّع أن يزداد هذا الاتجاه بشكلٍ كبير ويضرّ بالأمن الغذائي الإسرائيلي.

كما أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أنّ احتجاز السفينة التي يملكها رجل الأعمال الإسرائيلي، أبراهام أونغر، ستكون لها آثار اقتصادية واسعة النطاق على "إسرائيل".

ووفقاً لتقارير غربية، فإنّ الخشية الرئيسية هي أنّ يؤدي احتجاز السفينة إلى زيادة في أسعار الشحن البحري إلى "إسرائيل"، بسبب الزيادة في تكلفة التأمين وحتى إلغاء الخطوط إلى "إسرائيل" بشكلٍ كامل.

من ناحيته، قال رئيس معهد الأبحاث الإسرائيلي (GFI)، نير غولدشتاين في لقاءٍ مع صحيفة "إسرائيل هيوم" الإسرائيلية، إنّه منذ بداية الحرب في "إسرائيل"، كانت هناك سفن إسرائيلية تخشى أن ترسو في الموانئ الإسرائيلية، وارتفعت أسعار التأمين الأمر الذي سيلحق الضرر في الأمن الغذائي.

كما أشار إلى أنّ "إسرائيل" تستورد نحو 70% من طعامها عن طريق البحر ولا سيما المواشي، عبر موانئ "إيلات" و"أشدود" وحيفا، مشدداً على أنّه يجب الاستعداد لأنّ الطرق المؤدية إلى الموانئ باتت مهددة.

 كما لفت غولدشتاين إلى أنّ اشتعال الجبهات في الشمال وفي الجنوب، أثّر على تربية الدجاج وأدّى إلى نقص الأيدي العاملة، الأمر الذي أدّى إلى زيادة أسعار اللحوم والدواجن والبيض، وإلى أن يدفع الإسرائيليون 40% أكثر من الأوروبيين مقابل اللحوم.

وأمس، أفادت مصادر موثوقة، بأنّ "حركة الحوثي نجحت في احتجاز سفينة إسرائيلية في أعماق البحر الأحمر" والتي كان على متنها 52 شخصاً.