الأمم المتحدة: أكثر من 12 ألفاً قتلوا في حرب السودان

الرأي الثالث - وكالات

 أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أن أكثر من 12 ألف شخص قتلوا منذ بدء القتال بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في أبريل (نيسان) الماضي، وتحدثت عن أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم.

وأفاد مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في السودان «أوتشا» في تقرير صدر الخميس، بأن نحو 6.6 مليون شخص فروا من منازلهم ولجأوا إلى داخل البلاد وخارجها، وأن السودان يضم أكبر عدد من النازحين وأكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم «يمثل الأطفال نصف سكان البلد».

وبحسب التقرير، يقدر موقع (ACLED) أن أكثر من 12190 شخصا قتلوا منذ اندلاع القتال في أبريل الماضي، بما في ذلك 1300 شخص قتلوا في الشهرين الماضيين.

وسجل الموقع انخفاضا بنسبة 10 في المائة في المعارك، وانخفاضا بنسبة 38 في المائة في الانفجارات وأعمال العنف عن بعد في السودان.

وذكر تقرير الأمم المتحدة أن «قوات الدعم السريع» تعتقل أكثر من 700 شخص في منطقة «أردمتا» بولاية غرب دارفور، بينهم 80 طفلا، تعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر على إطلاق سراحهم. وتفيد تقارير بأن «أوضاع المعتقلين مزرية».

وقال مكتب الشؤون الإنسانية بالسودان إن الشركاء الدوليين في مجال العون الإنساني، استطاعوا الوصول إلى نحو 4.5 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد وتقديم المساعدة المنقذة للحياة.

وأفاد التقرير الأممي بأن خطة الاستجابة تتطلب 2.6 مليار دولار أميركي لتوفير المساعدات المنقذة للحياة لأكثر من 18.1 مليون شخص في حاجة ماسة إليها حتى نهاية العام الحالي، مشيرا إلى أنه لم يتم تمويل النداء إلا بنسبة 38.6 في المائة، أي نحو 989.3 مليون دولار حتى الخميس.

الاستجابة الإنسانية

وعلى صعيد متصل، قال رئيس المفوضية القومية للسلام، سليمان الديبلو، إن تداعيات الحرب وإفرازاتها على النازحين شكلت ضغطا كبيرا على المدن والقرى في مجالات الصحة والتعليم، مؤكدا الحرص على توفير الخدمات الضرورية.

وشدد الديبلو، خلال حديثه الخميس في الملتقى التنويري حول عمليات الاستجابة الإنسانية، بمدينة بورتسودان (شرق البلاد) على ضرورة الالتزام الصارم بالقوانين والنظم المنظمة للعمل الإنساني بين كل الأطراف العاملة في هذا المجال.

وأشار إلى أن الملتقى يؤكد التزام الحكومة بجميع القوانين والاتفاقيات الموقعة بين حكومة السودان والوكالات والمنظمات الإنسانية.

ونوه الديبلو إلى القرار الذي أصدره مجلس الوزراء المكلف تبعية مفوضيات العون الإنساني الولائية للمفوضية الاتحادية بهدف تنسيق الجهود وتسهيل الإجراءات، وفق القوانين والاتفاقيات المنظمة للعمل الإنساني.

السودان يرفض اتهامات أميركية للجيش بارتكاب جرائم حرب 

رفضت وزارة الخارجية السودانية، اليوم الخميس، اتهامات أميركية للجيش السوداني، بارتكابه جرائم حرب، خلال المعارك بينه وبين قوات الدعم السريع، والتي يعيش على وقعها السودان منذ نيسان/ إبريل الماضي، مؤكدة أن الاتهام لا أساس له من الحقيقة.

جاء ذلك في بيان للخارجية السودانية، تعقيبا على بيان صدر أمس الأربعاء، عن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن واحتوى على جملة من الاتهامات لطرفي حرب السودان، الجيش وقوات الدعم السريع.

وكان أنتوني بلينكن ذكر في بيانه أن بلاده خلصت إلى أن طرفي الصراع في السودان ارتكبا جرائم حرب، وخصص اتهاما بالتطهير العرقي ارتكبته قوات الدعم السريع في دارفور، وشدد بلينكن على وقف فوري لإطلاق النار والالتزام بالقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان ومحاسبة المسؤولين عن الفظائع.

وقالت الخارجية السودانية، إنها درست البيان الأميركي، وترحب بما توصلت إليه الحكومة الأميركية من أن المليشيا المتمردة، في إشارة لقوات الدعم السريع، قد ارتكبت جرائم ضد الإنسانية، وجرائم تطهير عرقي، وجرائم عنف جنسي، ومهاجمة واختطاف النساء والفتيات، واستهداف النازحين والفارين من القتال، بما يشابه الإبادة الجماعية. 

لكن بيان حكومة السودان رفض المزاعم المعممة التي تساوي بين القوات المسلحة والمليشيا المتمردة بالمسؤولية عن إطلاق العنان للعنف المروع والموت والدمار، واحتجاز المدنيين، وقتل بعضهم في مواقع الاحتجاز "لأن تلك الممارسات هي ما تقوم المليشيا المتمردة حصريا، واتهام القوات المسلحة بها لا يستند إلى أي دليل"، مشيرا إلى أن البيان الأميركي تجاهل تماما الإشارة إلى واجب وحق القوات المسلحة باعتبارها الجيش الوطني الشرعي في الدفاع عن البلاد والشعب وحماية مقار قياداتها، في وجه عدوان بربري من مليشيا قوامها مرتزقة، وتستهدف كل مقومات الحياة والسيادة والمدنية في البلاد، موضحة أن البيان الاميركي يعيد للأذهان تبرير الحكومة الأميركية لعدوان همجي مستمر حتى الآن ضد شعب أعزل باسم حق الدفاع عن النفس، طبقا لما جاء نصا في البيان.

قصف في الخرطوم

ميدانيا، تواصل القصف المدفعي المتبادل، بين الطرفين في عدة مناطق بالعاصمة الخرطوم، وقال شهود عيان «إنهم سمعوا دوى قصف مدفعي عنيف ومتتابع في مناطق شرق الخرطوم».

وبحسب الشهود قصف الجيش من داخل قاعدته العسكرية، في منطقة «وادي سيدنا» شمال مدينة أمدرمان، عددا من مواقع وارتكازات الدعم السريع في أحياء متفرقة من المدينة، ثانية كبرى مدن العاصمة.

وأفادت مصادر محلية بمنطقة الجريف غرب (غرب الخرطوم) بسقوط قذائف تسببت في دمار عدد من المنازل من دون وقوع ضحايا، لكنها تسببت في حالة من الذعر والهلع وسط المواطنين.

وشملت عمليات القصف عددا من أحياء منطقة جنوب الحزام، جنوب الخرطوم.