تصاعد الهجمات والتوترات في البحر الأحمر يهددان عملية السلام اليمنية

الرأي الثالث 

 دعت جمهورية الصين الشعبية، جماعة الحوثي إلى وقف الهجمات على سفن الشحن التجارية في البحرين الأحمر والعربي والاعتراف بحقوق الملاحة للسفن التجارية.

وعبر نائب الممثل الدائم للصين لدى الأمم المتحدة "قنغ شوانغ" - في كلمة له أمام مجلس الأمن أمس الإثنين - عن قلق بلاده بشأن تصاعد التوترات في البحر الأحمر.

وقال إنه يجب على جميع الأطراف المعنية الالتزام بالاتجاه العام للتسوية السياسية، وضبط النفس والتعاون من أجل التوصل للسلام.

وشدد على ضرورة الملاحة السلمية والوقف الفوري للأعمال العدائية التي تؤثر على الشحن التجاري.

وأفاد أن أكثر من أربعة ملايين وخمسمائة ألف طفل في سن الدراسة غير قادرين على الالتحاق بالمدارس، داعيا المجتمع الدولي إلى زيادة الجهود الإنسانية والتنموية في اليمن.

وفي سياق متصل، قالت الصين إنها تعتقد أن إيران قادرة على "التعامل مع الوضع" وتجنيب الشرق الأوسط المزيد من التوتر.

وأبلغ وزير الخارجية الصيني "وانغ يي" نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عبر مكالمة هاتفية، بأن الصين تقدر تأكيد إيران على عدم استهداف الدول الإقليمية والمجاورة، وفقا لوكالة رويترز.

من جهته جدد عبد اللهيان تأكيده أن طهران تدرك التوترات الإقليمية، وترغب في ممارسة ضبط النفس وليس لديها أي نية لمزيد من التصعيد.

وقالت الوكالة إن "وانغ" تحدث أيضًا مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، موضحًا أن الصين مستعدة للعمل مع الرياض لتجنب المزيد من التصعيد في الشرق الأوسط.

إلى ذلك دعت المملكة المتحدة جماعة الحوثي، إلى وقف الهجمات على السفن والعودة إلى محادثات السلام والانخراط في جهود الأمم المتحدة لحل الانقسام الاقتصادي.

وقالت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد - خلال جلسة مجلس الأمن - إن قرار إصدار عملة مزيفة يهدد بزعزعة استقرار القطاع المصرفي وتعميق الانقسام في اقتصاد البلاد الهش.

 وذكرت أن التسوية السياسية الشاملة هي السبيل الوحيد لتحقيق السلام المستدام والاستقرار طويل الأمد في اليمن، ومعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة.

وفي وقت سابق حذّر وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز من استمرار "الهجمات" المشتركة التي تشنها الولايات المتحدة وبريطانيا ضد جماعة الحوثي في اليمن في خضم الوضع المضطرب في الشرق الأوسط.

وقال رودريغيز - في تدوينة عبر منصة "إكس" - إنّ هذه الهجمات تزيد من خطر تصعيد الصراع في الشرق الأوسط مع عواقب وخيمة وغير متوقعة على السلام العالمي.

و"تضامنا مع غزة" التي تواجه حربا إسرائيلية مدمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بدعم أمريكي، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر.

ومنذ مطلع العام الجاري، يشن تحالف تقوده الولايات المتحدة غارات تستهدف "مواقع للحوثيين" في مناطق مختلفة من اليمن، ردا على هجماتها في البحر الأحمر، وهو ما قوبل برد من الجماعة من حين لآخر.

ومع تدخل واشنطن ولندن واتخاذ التوتر منحى تصعيديا في يناير/ كانون الثاني، أعلنت جماعة الحوثي أنها باتت تعتبر كافة السفن الأمريكية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية.

بدورها، حذرت الحكومة اليمنية من استمرار تدفق الأسلحة لمليشيا الحوثي، مجددة انفتاحها وترحيبها بأي مبادرات تهدف لتحقيق سلام شامل ومستدام، مبني على المرجعيات.

وقال مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي في كلمة له أمام مجلس الأمن - إن جماعة الحوثي بددت جهود الوساطة مع اقتراب توقيع خارطة الطريق، وقررت الهروب وتقويض العلمية السياسية بتصعيد مدمر في البحر الأحمر بذريعة مساندة الشعب الفلسطيني.

وأكد أن استعادة مؤسسات الدولة يشكل أولوية قصوى ومنتهى الهدف من اي جهود للوصول إلى تسوية سياسية دون تمييز او إقصاء، والتأسيس لمستقبل أكثر اشراقا لجميع اليمنيين.

ونوه إلى انفتاح وترحيب الحكومة بكافة المبادرات والمساعي الحميدة الهادفة إلى تحقيق السلام الشامل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المعترف بها وطنياً واقليمياً ودولياً، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الامن ذات الصلة وفي مقدمتها القرار 2216 الذي يمثل خارطة طريق لمعالجة الأزمة اليمنية.

كما جدد دعم الحكومة لكافة الجهود الاقليمية والدولية وجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة الرامية إلى انهاء الصراع وإحلال السلام.

وقال البيان" إن السلام العادل والدائم كان وسيظل الهدف الرئيسي لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية، حيث يعد بناء السلام في اليمن ضرورة حتمية ومصلحة يمنية واقليمية ودولية على طريق استعادة مؤسسات الدولة الضامنة للحقوق والحريات والعدالة والمواطنة المتساوية التي ستجعل اليمن وشعبها أكثر امنا واستقرارا وحضورا في محيطه الاقليمي والدولي".

ولفت البيان، الى ان المليشيات قامت بمضاعفة قيودها وانتهاكاتها الجسيمة وتصعيدها العسكري على مختلف الجبهات، على الرغم من وجود هدنه هشة لم تلتزم هذه المليشيات بتنفيذ بنودها، لأنها لا تستطيع العيش إلا في مستنقع الصراع ومشروعها هو مشروع حرب وتدمير وليس مشروع سلام، ولا يمكن ان تتعايش مع المجتمع بسلام، ودلائل التاريخ خير شاهد على ذلك.

وقال البيان "ان استهداف المليشيات الحوثية المتكرر لناقلات النفط والسفن التجارية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وازدياد وتيرة أعمال القرصنة البحرية، يعكس مدى استهتار هذه المليشيات وعدم اكتراثها بالتداعيات الكارثية لأي تسرب نفطي على القطاع الاقتصادي والزراعي والسمكي والبيئة البحرية والتنوع البيولوجي في اليمن والدول المشاطئة".

وفي المقابل اتهم مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ أطراف الصراع في اليمن باتخاذ إجراءات أحادية الجانب تهدد بتفاقم تقسيم النظام الاقتصادي.

وأشار إلى أن تفكك العملة المتداولة في مناطق سيطرة الحوثيين يشكل معضلة اقتصادية جوهرية للشعب اليمني، ويزيد من تعقيد وضع السلطة المتنازع عليها للبنك المركزي اليمني.

ودعا المبعوث الأممي المجتمع الدولي إلى استجابة إستراتيجية للتطورات الاقتصادية الأخيرة بما يتماشى مع تسوية طويلة الأمد في اليمن.

* وكالات