بوتين في بيونغ يانغ: نحو «شراكة إستراتيجية شاملة»

الرأي الثالث – وكالات

 وقّع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، اليوم الأربعاء، «اتفاق شراكة استراتيجية» بعد محادثاتهما في بيونغ يانغ، كما أفادت وسائل الإعلام الروسية. 

وقال بوتين عقب محادثات مع كيم إن المعاهدة الجديدة الموقعة بين البلدين تنص على «المساعدة المتبادلة» في حال تعرض أي من البلدين «للعدوان». 

وأكد بوتين لكيم «تثمينه دعم» كوريا الشمالية لسياسة روسيا. 

وقال الرئيس الروسي إن موسكو تحارب «سياسة الهيمنة والإمبريالية» التي تنتهجها الولايات المتحدة وحلفاؤها منذ عقود.

ونقلت الوكالات عن بوتين قوله، في مطلع اللقاء مع كيم بعد مراسم رسمية في ساحة بيونغ يانغ الرئيسية: «نثمن كثيراً دعمكم المنتظم والدائم للسياسة الروسية بما يشمل الملف الأوكراني».

وأشاد بالتعاون بين البلدين «الذي يستند إلى مبادئ المساواة والاحترام المتبادل للمصالح».

وأشار الرئيس الروسي إلى أن «روسيا وكوريا الشمالية ترتبطان منذ عقود عدة بصداقة وعلاقة جوار وثيقة».
 
وأعلن بوتين أن «وثيقة تأسيسية جديدة» للعلاقات بين موسكو وبيونغ يانغ باتت «جاهزة» 

وقال: «اليوم باتت وثيقة تأسيسية سترسي أسس علاقاتنا على المدى الطويل جاهزة»، مؤكداً أن موسكو وبيونغ يانغ «تقدمتا كثيراً» على طريق تعزيز الروابط الثنائية بينهما.

وحضر الرئيس الروسي والزعيم الكوري الشمالي مراسم كبيرة في الساحة الرئيسية في بيونغ يانغ، اليوم، قبيل انطلاق القمة بينهما، وفق ما ذكرت وكالات روسية. 

وذكرت «وكالة إنترفاكس» أن «موكب الرئيس الروسي تتقدمه سيارة أوروس (ليموزين) كان بوتين يستقلها توجهت إلى ساحة كيم إيل سونغ»، إذ استقبل كيم بوتين قبيل اجتماعهما في دار ضيافة «كومسوسان» الرسمي، وفق «وكالة ريا نوفوستي».

 ووصل بوتين إلى بيونغ يانغ في وقت مبكر من صباح اليوم، في أول زيارة له لكوريا الشمالية منذ 24 عاماً. ومن المتوقع أن يناقش بوتين مع كيم خلال محادثاتهما بناء علاقات عسكرية بين البلدين.

ويجري الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، زيارة دولة إلى بيونغ يانغ، هي الأولى من نوعها منذ عام 2000، قبل أن يتوجه إلى فييتنام الخميس. ومنذ لحظة الإعلان عنها، أصبحت زيارة بوتين ولقاؤه مع الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، محط أنظار عدد من المسؤولين والمراقبين في الغرب، 

ولا سيما أنّ عدداً من هؤلاء يرون في كيم «داعماً ثابتاً» لروسيا في حربها في أوكرانيا، ويتهمونه حتى بتزويد موسكو بالصواريخ «وملايين» الذخائر منذ بداية الحرب. 

على أنّ التقارب المستمر بين البلدين يتجاوز، على الأرجح، «حاجة» روسيا إلى المزيد من الذخائر، أو كوريا الشمالية إلى التكنولوجيا الروسية والمساعدة في برنامج الفضاء الخاص بها، بل هو مرتبط، طبقاً لتصريحات رسمية صادرة عن البلدين، بالتحولات الأخيرة العميقة على الساحة العالمية. 

على الضفة المقابلة، أعلنت الحكومة اليابانية أنّها تجمع «جميع المعطيات حول الزيارة»، مشيرةً إلى أنّ «الحالة الأمنية الإقليمية حول اليابان تزداد سوءاً بشكل عام، بما في ذلك عبر زيادة التعاون العسكري بين الاتحاد الروسي وجمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية»، 

ومؤكدة أنّ اليابان ستواصل تعميق «التعاون مع المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، بما في ذلك عبر الالتزام الكامل بعقوبات مجلس الأمن ذات الصلة». 

ومن جهته، قال المتحدث باسم الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، للصحافيين، الإثنين، إن إدارة بايدن ليست «قلقة من الرحلة بحد ذاتها»، مضيفاً: «ما يقلقنا هو تعميق العلاقة بين هذين البلدين».