بدء غرق سفينة تعرضت لهجوم قبالة سواحل نشطون وإنقاذ طاقمها

  الرأي الثالث  – متابعات

قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، اليوم الأحد، إن رباناً وأفراد طاقم سفينة على بعد 96 ميلاً بحرياً جنوب شرق نشطون في اليمن اضطروا لتركها بعد تسرب المياه إليها بدرجة تعذر احتواؤها. 

وأضافت أن سفينة مساعدة انتشلت الطاقم بينما لا تزال السفينة المهجورة طافية. وكانت الهيئة قد ذكرت في وقت سابق أنها تلقت تقريراً عن نداء استغاثة من السفينة وأنها تحقق في الحادث.
 
وذكرت البحرية البريطانية، في بيان لها على منصة إكس، أنها تلقت تقريرًا عن نداء استغاثة من سفينة في الموقع 14°29′N 053°08′E، 96NM جنوب شرق نشطون، اليمن.
 
وأضافت أن الأنباء أفادت أن سفينة تجارية تعرضت لفيضانات لا يمكن احتواؤها، مما اضطر الربان والطاقم إلى ترك السفينة، وقد تم إنقاذهم بواسطة سفينة مساعدة.
 
وأشارت إلى أن السفينة لا تزال تنجرف في الموقع 14°31′ شمالاً و053°08′ Ε. وتم إبلاغ الجهات المختصة.
 
ونصحت الهيئة السفن بالعبور بحذر والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه إلى UKMTO.

في المقابل، يشنّ تحالف تقوده الولايات المتحدة الأميركية غارات عسكرية يقول إنها تستهدف مواقع جماعة الحوثيين في مناطق مختلفة من اليمن، منذ 12 يناير/ كانون الثاني، رداً على هجماتها في البحر الأحمر. 

ومع تدخل واشنطن ولندن، واتخاذ التوترات منحى تصعيدياً، أعلنت جماعة الحوثيين في يناير أنها باتت تعتبر كلّ السفن الأميركية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية.
 
والخميس، أعلن الجيش الأميركي أنه "دمر" أربعة زوارق مسيّرة وطائرتين مسيّرتين لجماعة الحوثيين في اليمن، في وقت دعت واشنطن إلى إطلاق سراح عمال إغاثة اعتقلوا في وقت سابق هذا الشهر. 

وفي بيان لها، قالت القيادة المركزية للجيش الأميركي "سنتكوم" إنها دمرت هذه الزوارق والطائرات المسيّرة التابعة للحوثيين خلال عمليات في البحر الأحمر.

وكان الجيش الأميركي قد أعلن، مساء الأربعاء، تدمير موقعي قيادة وتحكم للحوثيين في اليمن، في أعقاب سلسلة من الهجمات التي شنّها الحوثيون في الأيام الأخيرة على سفن تعبر البحر الأحمر وخليج عدن. 

وكانت السفينة التجارية "إم/في توتور" التي ترفع علم ليبيريا وتملكها وتشغلها شركة يونانية قد أصيبت، الأربعاء الماضي، بأضرار جسيمة إثر هجوم بزورق مسيّر وصواريخ تبناه الحوثيون، ما أدى إلى مقتل بحار فيليبيني، بحسب واشنطن.

وفي السياق أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، بات رايدر، أن حاملة الطائرات "أيزنهاور"، والقوة الضاربة المرافقة لها، غادرت منطقة الشرق الأوسط، وتوجّهت إلى منطقة القيادة الأوروبية، حيث ستبقى لفترة وجيزة قبل أن تعود إلى الولايات المتحدة.
 
وأشار رايدر، في بيان، إلى أن "أيزنهاور" ساهمت، على مدى أكثر من سبعة أشهر، في دعم جهود الردع الإقليمية، وحماية القوات الأمريكية، كما ساهمت في حماية السفن، التي تعبر البحر الأحمر وباب المندب، وأنقذت البحّارة من الهجمات غير القانونية، التي يشنها الحوثيون.
 
وأعلن رايدر أن حاملة الطائرات "روزفلت" ستتجه، الأسبوع المقبل، فور انتهاء المناورات في منطقة المحيطين "الهندي والهادئ"، إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية لتحل محل "أيزنهاور" لمواصلة تعزيز الاستقرار الإقليمي، وحماية التدفق الحر للتجارة في المنطقة.
 
وأضاف رايدر أن روزفلت تشارك في مناورات في منطقة المحيطين الهندي والهادىء وستغادر المنطقة فور انتهاء هذه المناورات، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستحافظ على وجود قوي في تلك المنطقة لتعزيز السلام والاستقرار و الردع إلى جانب الحلفاء والشركاء.
 
إلى ذلك، نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أمريكيين قولهما إن ادعاء جماعة الحوثي ، السبت، بأن قواتها هاجمت حاملة الطائرات الأميركية آيزنهاور في البحر الأحمر غير صحيح.

ولا يستبعد الخبير العسكري جيمس هولمز في مقال بموقع المجلة الأمريكية المتخصصة في الدراسات العسكرية والاستراتيجية “ناشونال إنترست” نجاح صاروخ باليستي أو مسيّرة حوثية في إلحاق ضرر بحاملة الطائرات آيزنهاور أم التي ستخلفها.

ويأتي هذا التساؤل في ظل الضغط الذي يمارسه الحوثيون ضد مختلف السفن العسكرية الأمريكية والغربية في البحر الأحمر طيلة الشهر الجاري، حيث يريد الحوثيون تحقيق مفاجأة عسكرية ضخمة بكل المقاييس إذا نجحوا في إلحاق أضرار واضحة بحاملة الطائرات.

وفي مقال تحليلي في “ناشيونال إنترسنت” اليوم الأربعاء، يعترف جيمس هولمز وهو أستاذ متخصص من المدرسة البحرية الحربية الأمريكية، وكذلك في جامعة جورجيا، أن إغراق الحوثيين لحاملة طائرات أمر مستبعد، لكن مهما كانت الإجراءات الدفاعية، دائما يوجد خلل. ويؤكد على صلابة جسم حاملة الطائرات،

 لكنه لا يخفي مخاوفه من نجاح صاروخ باليستي أو طائرة مسيرة في اختراق جميع إجراءات الدفاع التي توفرها مدمرات وسفن وغواصة لحاملة الطائرات، وبالتالي إلحاق أضرار بها.

وارتباطا بهذا، يوضح في المقال: “يمكن لصاروخ واحد مصوب بشكل جيد أو طائرة بدون طيار أن يدمر أجهزة الاستشعار الهشة والمكشوفة أو معدات الاتصالات أو مجموعات القيادة والتحكم في الحاملة أو هيكل البرج، مما يؤدي إلى توقف السفينة عن العمل حتى يتمكن الطاقم أو حوض بناء السفن من إجراء الإصلاحات”.

 ويرسم السيناريو الأكثر قتامة ورعبا وهو: “أو يمكن للذخيرة (قاذفات الحوثيين) أن تدمر الطائرات المتمركزة على سطح حاملة الطائرات”.
 
وكانت جماعة الحوثي  زعمت، في بيان السبت، إنها نفذت عمليتين عسكريتين استهدفتا حاملة الطائرات الأميركية آيزنهاور في البحر الأحمر والسفينة ترانسورلد نافيغيتور في بحر العرب.