رسمياً.. سلطة الحوثي تلمح إلى وفاة محمد قحطان

الرأي الثالث 

 شهدت جولة المفاوضات لتبادل الأسرى والمختطفين بين وفد الحكومة الشرعية والحوثيين في العاصمة العمانية مسقط اختراقاً كبيراً في يومها الرابع، بعد اتفاق الجانبين على مبادلة وإخراج السياسي اليمني محمد قحطان مقابل 50 أسيراً حوثياً.

وأكد ماجد فضائل، المتحدث باسم الوفد الحكومي، التوصل لحدوث تقدم في المفاوضات التي انطلقت الأحد الماضي برعاية الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي.
 
إلا أن المتحدث باسم الوفد الحكومي شدد على أن الأمر لم ينتهِ بعد، وأن المشكلة قائمة حتى الاتفاق على التفاصيل.

وقال: «نعم، هناك اتفاق على مبادلة وإخراج محمد قحطان مقابل 50 أسيراً حوثياً». 

وفي رده على سؤال عما إذا كشف الحوثيون عن وضع السياسي محمد قحطان وهل هو حي، أجاب فضائل بقوله: «لا (لم يكشفوا)». واستدرك قائلاً: «إذا كان ميتاً سيأخذون جثثاً بدلاً عنه».

وتابع ماجد فضائل، وهو وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية، بقوله: «عادة لا نقول إن الموضوع انتهى إلا بعد الاتفاق على التفاصيل، هناك تقدم أكيد، لكن المشكلة قائمة حتى التنفيذ».

وكان وفد الحكومة الشرعية قد رفض الانتقال لأي صفقة شاملة على أساس مبدأ «الكل مقابل الكل»، قبل الاتفاق وكشف مصير السياسي محمد قحطان الذي تختطفه الميليشيات الحوثية منذ 10 سنوات.

وتوقع ماجد فضائل، في تصريحات سابقة ، أن تستمر المشاورات نحو 10 أيام، مبيناً أن مطلب الوفد الحكومي يتمثل في «الإفراج الكلي عن الأسرى والمختطفين دون تمييز على قاعدة الكل مقابل الكل».

وتابع: «لدينا توجيهات واضحة وصريحة من قيادتنا السياسية حول ذلك، وأن يتعامل الوفد الحكومي بمسؤولية والتزام كاملَين بهذا الملف الإنساني، وألا يتم تجاوز المخفي السياسي محمد قحطان بأي شكل، ويكون على رأس أي صفقة تبادل».

 
وفي السياق المحت سلطة  الحوثي رسميا, اليوم, بوفاة القيادي في حزب الاصلاح محمد قحطان المعتقل في سجونها منذ نحو تسع سنوات. 

وقال رئيس لجنة الاسرى الحوثية ،  عبد القادر المرتضى، انه تم الاتفاق على ضم محمد قحطان في صفقة التبادل المتفق عليها، خلال المفاوضات الجارية في سلطنة عمان بشأن ملف الأسرى.

ونقلت وكالة سبأ  عن المرتضى "  أن الاتفاق تضمن الإفراج عن محمد قحطان مقابل الإفراج عن 50 من أسرى الجيش لدى الطرف الآخر، وإن كان متوفيا فيتم تسليم جثته مقابل تسليم الطرف الآخر 50 جثة" .

بدوره ، قال الصحفي فتحي بن لزرق،  كل المؤشرات منذ 4 أعوام مضت تؤكد أن القيادي محمد قحطان قد "مات".. والمستغرب له أن الوفد الحكومي ينجز صفقة تبادل غامضة وغير مفهومة..
 
احتراماً لـ "قحطان" ولأسرته يجب أن يكون إعلان التبادل واضحاً، وليس على طريقة اليانصيب ..

ما يحدث غير أخلاقي ومعيب ومهزلة كبيرة بحق هذا الرجل.

من جانبه قال مراسل وكالة اسوشيتد برس، في اليمن أحمد الحاج، طريقة وأسلوب جماعة الحوثي في إدارة ملف المعتقل السياسي الأستاذ محمد قحطان، دون الافصاح عن حقيقة بقاء الرجل على قيد الحياة من عدمه، سلوك غير إنساني وفيه نوع من السادية، تسبب بجرح مشاعر اسرته وهي تعيش منذ سنوات حالة من الاضطراب النفسي والعصبي! 
هذا الغموض يبدو سيستمر لآخر لحظة!!؟؟

ويعد السياسي محمد قحطان أحد الأربعة المشمولين بقرار مجلس الأمن لإطلاق سراحهم وأخفته جماعة الحوثي منذ إختطافه في ابريل 2015م، ورفضت الإفصاح عن مصيره أو السماح لأسرته بالتواصل معه، وسط مطالبات واسعة محلية ودولية للكشف عنه وإطلاق سراحه.

بدورها اصدرت أسرة  محمد قحطان بيانا قالت فيه:

نحن أسرة الاستاذ محمد محمد قحطان المخفي قسريا في سجون مليشيا الحوثي للعام العاشر على التوالي، نعلن رفضنا القاطع للمهازل والتصريحات الصادرة من مسقط بشأن إطلاق سراح والدنا وحياته.. ونؤكد على ما يلي:

- أن أسرة الأستاذ محمد قحطان لم تفوض أي جهة كانت، حتى لمجرد الحديث عن حياة والدنا فضلا عن التفاوض أو المساومة بهذا الشأن، ونحمل مليشيا الحوثي المسؤولية عن أي خطر قد يتعرض له والدنا في سجنه، خاصة بعد هذه التصريحات الصادرة من مسقط.

- نسمع على مدى العشرة الأعوام السابقة بشكل متكرر مثل هذه التصريحات العبثية من مليشيا الحوثي ولا نلقي لها بالا، لأن مطلبنا هو أن والدنا يجب أن يعود إلى منزله الذي اختطف منه صحيحا معافى..

- نستنكر صدور مثل هذه التصريحات من بعض أعضاء فريق الشرعية الذين خالفوا توجيهات الرئاسة وتوجهات الحكومة وكل محبي قحطان داخل اليمن وخارجه، بالبدء بزيارة أسرة قحطان له قبل الشروع بأي تفاوض، ونؤكد أنها لا تعكس تطلعاتنا ولا تليق بتضحيات والدنا وبمعاناتنا المستمرة. 

- نؤكد أننا لن نقبل بأي تسوية تتجاهل حقوق والدنا كإنسان وكمواطن يمني. ونطالب الحكومة الشرعية والمجتمع الدولي بالتحرك الجاد والفوري والعمل على إطلاق سراحه دون شروط أو مماطلة. 

- نستنكر أن يتم هذا العبث وهذه اللغة والتصريحات التي تفتقر للانسانية والاخلاق والقيم والقوانين برعاية واشراف الأمم المتحدة عبر مكتب المبعوث ونطالب بأن يوضحوا موقفهم من تحويل قضية انسان مختطف الى مادة للاستعراض والارهاب بهذه الطريقة.

- نؤكد أننا سنواصل نضالنا حتى ينال والدنا الاستاذ قحطان حريته الكاملة. ونناشد جميع المنظمات الحقوقية والإنسانية بالوقوف إلى جانبنا ومساندتنا في هذه القضية العادلة.

- إن معاناتنا ومعاناة كل أسرة مخفية قسريا لا يمكن أن تكون محلا للمساومات السياسية أو الصفقات المشبوهة، ولا نقبل بأن يتم استثناء احد وان يفرج عن جميع المختطفين والمخفيين قسريا.

- نثمن دور كل الجهات والافراد الذين يتخذون مواقف واضحة من اجل حرية والدنا وعودته الى اهله ومحبيه سالما معافى. 

وتعول عائلات الأسرى والمختطفين على مشاورات مسقط بأن تسفر عن انفراجة حقيقية وتتوج بصفقة شاملة خلال الأيام المقبلة، تنهي معاناتهم التي استمرت سنوات طويلة.

ونجحت جولات التفاوض السابقة، برعاية الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، في إطلاق دفعتين من الأسرى والمعتقلين لدى طرفَي النزاع اليمني، إذ بلغ عدد المُفرَج عنهم في الدفعة الأولى أكثر من ألف شخص، في حين بلغ عدد المُفرَج عنهم في الدفعة الثانية نحو 900 معتقل وأسير.

وتقول الحكومة اليمنية إنها تسعى إلى إطلاق المعتقلين كلهم، وفق قاعدة «الكل مقابل الكل»، وتتهم الحوثيين بأنهم كل مرة يحاولون إجهاض النقاشات، من خلال الانتقائية في الأسماء، أو المطالبة بأسماء معتقلين غير موجودين لدى القوات الحكومية.

وخلال عمليتَي الإفراج السابقتَين، أطلقت الجماعة الحوثية 3 من الـ4 المشمولين بقرار «مجلس الأمن الدولي 2216»، وهم شقيق الرئيس السابق ناصر منصور، ووزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي، والقائد العسكري فيصل رجب، في حين لا تزال ترفض إطلاق سراح الشخصية الرابعة، وهو السياسي محمد قحطان، كما ترفض إعطاء معلومات عن وضعه الصحي، أو السماح لعائلته بالتواصل معه.