قادة أستراليا ونيوزيلندا وكندا: لوقف فوري لإطلاق النار في غزة

الرأي الثالث  - وكالات

دعا قادة أستراليا ونيوزيلندا وكندا في بيان مشترك، اليوم الجمعة، إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإلى "حماية المدنيين، وزيادة تدفّق المساعدات إلى مختلف أنحاء قطاع غزة باستمرار، لمعالجة الوضع الإنساني".

وأكد قادة الدول الثلاث في بيانهم، أن "المعاناة الإنسانية في غزة غير مقبولة ولا يمكن أن تستمر"، معلنين تأييدهم اتفاق وقف إطلاق النار الشامل الذي أيّده مجلس الأمن الدولي.

ودعا البيان المشترك "إسرائيل" إلى الاستجابة للرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، وإلى العمل على "حل الدولتين".

ويتجاهل الاحتلال كلّ الدعوات والمناشدات الدولية، مواصلاً حرب الإبادة الجماعية ضدّ قطاع غزة لليوم الـ294 على التوالي، مستهدفاً المنازل والأحياء السكنية في مناطق مختلفة، حيث يرتقي مزيد من الشهداء.

وآخر هذه الدعوات أتت أمس الخميس، على لسان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الذي اعتبر أنّ الوضع في غزة "كارثة" لم يشهد مثلها في أي ساحة قتال منذ توليه منصبه .

وفي مؤتمر صحافي، شدّد غوتيريش على أنّ "الحملة العسكرية في غزة ذات طبيعة فوضوية"، بحيث يُطلب إلى السكان الذهاب من الشمال إلى الجنوب، ومن ثم "يهاجَمون في مراكز لجوئهم".

وأضاف، في إشارة إلى صعوبة الوضع الإنساني، أنّ "مستوى المعونات لا يتناسب بتاتاً مع الاحتياجات".

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية ضدّ قطاع غزة لليوم الـ294، مستهدفاً المنازل والأحياء السكنية في مناطق مختلفة، حيث يرتقي مزيد من الشهداء.

وفي شرقي خان يونس، جنوبي القطاع، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية منزلاً في منطقة التحلية في منطقة الشيخ ناصر، بينما نسف "جيش" الاحتلال مباني سكنيةً في بلدة بني سهيلا، بحسب ما نقله مصادر ميدانية.

واستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي منزلاً في حي أبو دقة، شرقي بلدة عبسان الكبيرة، شرقي خان يونس. وجدّدت مدفعية الاحتلال قصفها الذي استهدف المناطق الشمالية الشرقية لخان يونس خلال الساعات الماضية.

ووصلت إصابات إلى مستشفى ناصر في خان يونس، بعد استهداف الاحتلال منزلاً في المنطقة الشرقية للمدينة.

أما في وسط القطاع، فأطلقت الطائرات المسيّرة الإسرائيلية النار الكثيف تجاه منطقة الرحمة، غربي مخيم النصيرات. واستهدف الاحتلال بالقصف المدفعي شرقي مقبرة المغازي.

وفي منطقة المغراقة، شمالي المحافظة الوسطى، نسفت قوات الاحتلال العديد من المباني السكنية.

واستهدف القصف المدفعي الإسرائيلي أيضاً محيط الكلية الجامعية في منطقة تل الهوا، جنوبي غربي مدينة غزة، بالتزامن مع إطلاق آليات الاحتلال النار في اتجاه المنطقة.

كما استهدف الاحتلال بالقصف المدفعي المناطق الشرقية لمنطقة الشعف، شرقي مدينة غزة.

وفجر اليوم الجمعة، استشهد 5 أشخاص وأصيب آخرون بجروح، في غارات شنّتها طائرات الاحتلال الحربية، واستهدفت منزلين في حي الصحابة، شرقي المدينة.

وقصفت طائرات الاحتلال شقةً سكنيةً في حي الدرج في مدينة غزة، حيث أُصيب عدد من الأشخاص، بينهم أطفال ونساء.

وأطلقت الزوارق البحرية الإسرائيلية النار في اتجاه شاطىء شمالي غربي مدينة غزة. 
 
في غضون ذلك، لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، وسط تعذّر وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم، بسبب الركام الكثيف والقصف المتواصل.

وكانت وزارة الصحة في غزة قد أعلنت في أحدث تقاريرها، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 39175 شهيداً و90403 جرحى منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

"إسرائيل" تسعى لإدخال تعديلات تعقّد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار

وفي سياق متصل أكد مسؤول غربي، مصدر فلسطيني، ومصدران مصريان، أنّ "إسرائيل" "تسعى لإدخال تعديلات على خطة تهدف إلى التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإعادة الأسرى الإسرائيليين، وهو ما يعقّد التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب"، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".

وقالت المصادر الأربعة للوكالة إنّ "إسرائيل تريد فحص (تفتيش) الفلسطينيين في قطاع غزة، في أثناء عودتهم إلى مناطق الشمال عندما يبدأ وقف إطلاق النار"، ما يعني أنّها تراجعت بذلك عن السماح للمدنيين الذين نزحوا إلى الجنوب بالعودة إلى ديارهم بحرية.

وذكر المسؤول الغربي أنّ المفاوضين الإسرائيليين "يريدون آلية فحص للمدنيين العائدين إلى شمالي قطاع غزة، إذ إنّهم يخشون من أن يدعم هؤلاء السكان" المقاومين من حركة حماس، الذين ما زالوا موجودين في تلك المناطق (علماً بأنّ الاحتلال زعم القضاء عليهم، لتعود الاشتباكات في المنطقة لاحقاً).

في المقابل، أكد المصدر الفلسطيني والآخران المصريان أنّ حماس رفضت المطلب الإسرائيلي الجديد. وتجدر الإشارة إلى أنّ حماس وكل فصائل المقاومة تتمسك بمطالبها العادلة من أجل إبرام الصفقة، وهي تتمثل في وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال بصورة كاملة من القطاع، السماح بدخول المساعدات، إعادة الإعمار، وعودة النازحين إلى منازلهم. 

وقال المسؤول الغربي والمصدران المصريان إنّ المسؤولين الإسرائيليين طرحوا هذا المطلب خلال جولة المفاوضات الأخيرة في القاهرة، التي عُقدت في وقت سابق من هذا الشهر. بدوره، قال المسؤول الغربي إنّ هذا "لم يكن متوقعاً".

وإلى جانب هذا المطلب، ثمة نقطة خلاف أخرى  تتعلّق بمطالبة "إسرائيل" بالاحتفاظ بالسيطرة على الحدود بين قطاع غزة ومصر، بحسب ما أكده المصدران المصريان، وهو ما ترفضه القاهرة على اعتباره "تجاوزاً لأي إطار لاتفاق نهائي ترضى به الأطراف".

في هذا الإطار، قال المسؤول والمصادر الثلاثة الأخرى إنّ الإسرائيليين "لا يرغبون في سحب قواتهم من محور فيلادلفيا"، الذي يمتدّ على طول نحو 14 كلم من الحدود مع مصر.

وأضاف المسؤول الغربي إنّ الأيام القليلة الماضية شهدت مساعي لإيجاد حلّ لهذه القضية، "إما من خلال انسحاب إسرائيلي، أو التوصل إلى بعض التفاهم حول كيفية إدارة ذلك"، من دون أن يخوص في تفاصيل.

وذكرت "رويترز" أنّ مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والبيت الأبيض ووزارة الخارجية المصرية "لم ترد فوراً على طلبات للتعليق على مطالب إسرائيل".

ونقلت عن القيادي في حركة حماس، سامي أبو زهري، تأكيده "نتنياهو ما زال يراوغ ولا يوجد أي تغيير على موقفه".

ويأتي الحديث عن نقاط خلاف جديدة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة في وقت دعا الرئيس الأميركي، جو بايدن، خلال محادثاته في واشنطن أمس الخميس مع نتنياهو، إلى التوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار.

وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، "إنّنا الآن أقرب (إلى التوصل إلى صفقة) مما كنا عليه من قبل"، لكنه أشار أيضاً إلى وجود فجوات.

والأربعاء، قال مسؤول كبير في إدارة بايدن، قبل اجتماع الرئيس مع نتنياهو، "إنّنا في المراحل الختامية من التوصل إلى اتفاق"، مضيفاً أنّ "هناك بعض الأمور التي نحتاجها من حماس، وبعض الأمور التي نحتاجها من إسرائيل". 

وذكر المسؤول أنّ من بين الأمور المطلوبة من حماس هو "خروج الأسرى"، دون أن يقدّم مزيداً من التوضيح.

ورفض أبو زهري هذا الزعم، موضحاً أنّ "الإدارة الأميركية تحاول التغطية على تعطيل نتنياهو للصفقة، بالقول إن هناك أشياء مطلوبةً من الطرفين، وهذا بعيد عن الحقيقة".