Logo

تدخّل أميركي لاستنقاذ «قسد»: العشائر السورية تُجدّد هبّتها

الرأي الثالث  -  الأخبار  

 جدّدت «قوات القبائل والعشائر» العربية في دير الزور، هجماتها العسكرية ضد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، أمس، وذلك في عدة قرى وبلدات في الريفين الشمالي والشرقي لدير الزور، ما دفع بالأميركيين إلى التدخل جواً، والضغط على مقاتلي العشائر للتراجع بعد سيطرتهم على عدد من المناطق. 

وتُعَد الهجمات الجديدة هي الأوسع والأعنف منذ أن تمكّنت العشائر من السيطرة على كامل ريف دير الزور الشرقي - قبل نحو عام -، والذي عادت وانسحبت منه بعد تنفيذ «قسد» حملة عسكرية واسعة ضدها باستخدام سلاح المدافع والصواريخ. 

وتركّزت هجمات مقاتلي العشائر على مقرات لـ«قسد» في كل من بلدات البصيرة وأبريهة وذيبان والشحيل والطيانة وأبو حمام واللطوة وغرانيج، حيث تمكّنوا من السيطرة على عدد من المقرات وأسر ما لا يقل عن عشرة عناصر من «قسد».

 وسبق الهجمات تمهيد مدفعي وصاروخي عبر استهداف نقاط «قسد» على امتداد سرير نهر الفرات، في كل من بلدات أبو حردوب ودرنج وأبو حمام وذيبان والحوايج واللطوة وغرانيج، لتشكيل كثافة نارية مكّنت المقاتلين من التسلل إلى تلك المقرات.

وفي السياق، تؤكد مصادر ميدانية أن «عدداً من مقاتلي العشائر داخل مناطق سيطرة قسد شنوا هجمات مباغتة على مقراتها في ريف دير الزور، مع وصول تعزيزات عسكرية إليهم من الضفة الغربية لنهر الفرات». 

موضحة، أن «الهجمات أثمرت انهياراً سريعاً لقسد في قرى وبلدات الريف الشرقي وصولاً إلى البصيرة، مع سيطرة مقاتلي العشائر بشكل كامل أو جزئي عليها». 

وبحسب المصادر، فإن الغاية من تلك الهجمات هي «التأكيد على حق العشائر في تحرير أراضيها من سيطرة قسد»، فيما «الظروف الميدانية ووجود القوات الأميركية على الأرض هي عوامل تبرز الفرق الكبير في ميزان القوة، وتمنع العشائر من تحرير كامل بلداتها».

 من جهته، أصدر شيخ مشايخ قبيلة العكيدات، و«قائد قوات القبائل والعشائر»، بياناً قال فيه إن «قوات العشائر لن تترك السلاح والأرض حتى تطهيرها من عصابات قنديل»، في إشارة إلى ارتباط «قسد»، بـ«حزب العمال الكردستاني»،

 مؤكداً (أننا) «لن نقبل التبعية لأي جهة سواء لقسد أو غيرها». وأضاف: «نحن أصحاب حق وقادرون على تحرير أرضنا وإدارة أمورها، من دون استقواء بالاحتلال»، لافتاً إلى أن «دماء أبناء العشائر ليست رخيصة وستُبذل في سبيل تحرير الأرض».
 
وتمكّن المهاجمون، خلال وقت قصير، من السيطرة على معظم بلدة أبو حمام، وأجزاء من بلدات الكشكية وذيبان وأبريهة، مع انسحاب عناصر «قسد» في اتجاه الباغوز شرقاً، والبصيرة شمالاً، لتستعيد بعدها الأخيرة التوازن إثر استقدام تعزيزات عسكرية من الحسكة، والمساندة الأميركية التي ظهرت عبر التحليق المكثّف للطيران الحربي والمروحي والمُسيّر، والضغط الجوي لوقف الهجمات. 

كما سارعت «الإدارة الذاتية» لدير الزور إلى الإعلان عن حظر تجوال كامل للأشخاص والآليات في المنطقة الجنوبية والشرقية لدير الزور «حتى إشعار آخر»، 

معلّلة ذلك بـ«الظروف الأمنية، ومحاولة بعض المجموعات المسلحة الموالية لجهات معادية زعزعة الأمن والاستقرار».

كذلك، أصدرت «قسد» بياناً اتهمت فيه «الأجهزة الأمنية السورية بإصدار الأوامر لمهاجمة قرى في ريف دير الزور الشرقي في ذيبان واللطوة وأبو حمام»، مؤكدة أن «الهجوم فشل في تحقيق أهدافه».

 بدوره، اعتبر مدير المركز الإعلامي التابع لـ«قسد»، فرهاد الشامي، في تصريحات إعلامية، أن «الهدف من الهجوم تقديم يد العون لعناصر داعش، وبث الفتنة في المنطقة»، معلناً «البدء بتمشيط كامل المناطق التي شهدت هجمات، لملاحقة فلول النظام السوري فيها».

 أيضاً، لجأت «قسد» إلى استخدام أوراق ضغط على الحكومة السورية، من خلال الدفع بتعزيزات عسكرية في اتجاه خطوط التماس مع الجيش السوري في مدينتي الحسكة والقامشلي، وسط منع حركة المرور من وإلى هذه المناطق. 

وتريد «قسد» من تلك الخطوة تأكيد امتلاكها أوراقاً قادرة على استخدامها ضد دمشق، والتضييق على القوات الحكومية في محافظة الحسكة، في حال استمرت في تقديم الدعم لمقاتلي العشائر لمهاجمة مواقعها في دير الزور.

ويبدو أن «قسد» استعجلت اتهام الجهات الحكومية، ومن سمتهم بـ«مقاتلين تابعين لإيران» بشنّ الهجمات، لكسب تعاطف سريع من الأميركيين، وتنبيههم إلى أن الهجمات قد تطاول قاعدة حقل العمر التي تبعد أقل من 5 كم عن مناطق الاشتباكات. 

وبالفعل، استنفر «التحالف الدولي» قواته في قواعده في ريف دير الزور، مع تسيير دوريات في الأرض، وتحليق للطيران الحربي والمُسيّر والمروحي في الأجواء. 

وتعمّدت واشنطن تنفيذ رشقات صاروخية من طائرات مروحية على مواقع قريبة من انتشار مقاتلي العشائر، بهدف دفعهم إلى الانكفاء والانسحاب من المناطق التي سيطروا عليها، والتأكيد على رفضها لأي تغيير لخارطة السيطرة في المنطقة.

أيهم مرعي