موسكو تحذّر من سيناريو كارثي لأي عملية عسكرية إسرائيلية ضد لبنان

الرأي الثالث -  وكالات

أعربت وزارة الخارجية الروسية مجدداً عن قلقها إزاء التطورات في لبنان، محذّرة من "عواقب مدمّرة" لأي عملية إسرائيلية واسعة النطاق على أمن المنطقة بأكملها. 

وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، في بيان صحافي اليوم: "نظراً لحجم ما يحدث وتداعياته المحتملة، نشعر بقلق بالغ إزاء التطوّرات الخطيرة في لبنان".

وأشارت زاخاروفا إلى أن الطائرات الإسرائيلية نفّذت أمس الخميس سلسلة من الضربات المكثفة على عدد من المناطق في جنوب لبنان، وذلك بعد أن "تعرض لبنان على مدى يومين لهجمات غير مسبوقة، تحمل طابع الهجمات السيبرانية"، 

مضيفة: "نحن مقتنعون بأن شنّ عملية عسكرية واسعة النطاق في لبنان ستكون له عواقب مدمرة على أمن الشرق الأوسط بأكمله"، مطالبةً بضرورة تفادي "هذا السيناريو الكارثي".

وحثت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية على "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، ووقف الأعمال العدائية"، فيما أكدت استعداد بلادها لـ"التعاون الوثيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين من أجل خفض التوترات".

وكانت الخارجية الروسية قد اعتبرت، أول من أمس الأربعاء، الهجوم الإسرائيلي باستخدام أجهزة الاتصال اللاسلكية (البيجر) بمثابة عمل من أعمال الحرب الشاملة ضد لبنان، 

وأضافت، في بيان: "يبدو أن مدبّري هذا الهجوم عالي التقنية سعوا عمداً إلى إثارة مواجهة مسلّحة واسعة النطاق من أجل إشعال حرب كبرى في الشرق الأوسط".
 
وتعرّض لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين إلى هجوم إسرائيلي عبر تفجير أجهزة البيجر وأجهزة اتصال أخرى، ما أسفر عن سقوط أكثر من 37 شهيداً وجرح ما يزيد عن 3 آلاف شخص، في عمليات متزامنة في عددٍ كبير من المناطق اللبنانية، في البقاع وبعلبك الهرمل، والجنوب، والضاحية الجنوبية لبيروت. ويعتبر هذا الهجوم الأكبر منذ بدء المواجهات بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي عبر حدود لبنان مع فلسطين المحتلة في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
 
وكان المستوى الأمني والعسكري الإسرائيلي قد صادق، أمس الخميس، على "سلسلة عمليات" في الجبهة الشمالية، تهدف إلى تمكين إسرائيل من تحقيق الهدف الذي حددته لنفسها رسمياً في وقت سابق من هذا الأسبوع، وهو "إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان". 

وأفاد جيش الاحتلال بأن رئيس الأركان صدّق على الخطط العسكرية لمواصلة الحرب، وأضاف: "أنهى رئيس الأركان الجنرال هرتسي هليفي قبل قليل جلسة للتصديق على الخطط للجبهة الشمالية".

مسؤولون أميركيون: إسرائيل أبلغت واشنطن بعملية وشيكة في لبنان

وفي السياق قال مسؤولون أميركيون، أمس الخميس، إن إسرائيل حذرت وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في مكالمة هاتفية، يوم الثلاثاء، من أن عملية عسكرية ستجري في لبنان، لكنها لم تذكر تفاصيل. 

وكانت تلك المكالمة واحدة من أربع مكالمات بين أوستن ووزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت هذا الأسبوع مع تصاعد الهجمات بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله، وهو ما أثار المخاوف من أنها قد تتصاعد إلى حرب إقليمية أوسع نطاقا.

وتحدث أوستن وغالانت مرة أخرى في وقت لاحق من يوم الثلاثاء، واعترفت الولايات المتحدة بأنها تلقت إحاطة بعد الهجوم. 

وأفاد المسؤولون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، بأن مكالمة أخرى جرت يوم الأربعاء وأنهما تحدثا أيضا يوم الأحد.
 
وأضاف المسؤولون أن الولايات المتحدة لم تتلق تحذيرا مسبقا من الموجة الثانية من الهجمات حيث تم استهداف أجهزة اتصال أخرى يوم الأربعاء. 

وأكد المسؤولون الأميركيون أن الولايات المتحدة لم تلعب أي دور في الهجمات وأنهم فوجئوا بتفاصيل تلك العمليات.

كما اعترفت المتحدثة باسم البنتاغون سابرينا سينغ، أمس الخميس، بالمكالمات الأربع، لكنها لم تقدم جداول زمنية لوقت حدوثها، 

وقالت إن الولايات المتحدة لم تجر أي تغييرات في وضع قوتها في المنطقة نتيجة للزيادة الأخيرة في الهجمات. 

وأضافت سينغ أن أوستن تحدث خلال مكالمة يوم الأربعاء مع غالانت عن تطورات الأمن الإقليمي، وأنه أكد "الدعم الأميركي الثابت لإسرائيل في مواجهة التهديدات من إيران وحزب الله ووكلاء إيرانيين آخرين في المنطقة"، 

وأوضحت أن أوستن "أكد التزام الولايات المتحدة بردع الخصوم الإقليميين وتهدئة التوتر في جميع أنحاء المنطقة، وأكد على أولوية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من شأنه أن يعيد الرهائن المحتجزين لدى حماس".

وقبل ذلك، أجرى أوستن وغالانت مكالمة، ليل الأحد - الاثنين، حذر فيها الأخير من أن "احتمال التسوية في الشمال ينفد، وحزب الله يواصل ربط نفسه بحماس"، وشدد على أن "إسرائيل ملزمة بإبعاد حزب الله من جنوب لبنان وإعادة السكان إلى منازلهم بأمان".
 
واستشهد ما لا يقل عن 37 شخصا، بينهم طفلان، وأصيب نحو 3000 في يومين من التفجيرات التي استهدفت أجهزة اتصالات في لبنان، فيما قتل جنديان إسرائيليان وأصيب نحو 18 آخرين بجروح متفاوتة جراء قصف لحزب الله على مواقع إسرائيلية حدودية، الخميس. 

وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، ليل الخميس - الجمعة، سلسلة غارات على جنوب لبنان وصفت بالأكبر منذ بدء التصعيد الحدودي في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023. 

وعلى الجانب الآخر، أعلن حزب الله، الخميس، عن تنفيذ 17 عملية استهداف لمواقع ومستوطنات الاحتلال في أكبر حصيلة منذ بدء التصعيد.

وفي كلمة له، في أعقاب التفجيرات، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الخميس، إنّ "المقاومة في لبنان لن تتوقف عن دعم ومساندة أهل غزة والضفة والمظلومين، ونقول لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وجيش العدو وحكومته إنّ جبهة لبنان لن تتوقف قبل وقف العدوان على غزة"، 

معتبراً أن "الإسرائيلي لم يحقق أي هدف معلن من الحرب". وتحدى نصر الله قادة الاحتلال الإسرائيلي قائلا: "لن تستطيعوا أن تعيدوا سكان الشمال إلى الشمال ولن تستطيعوا أن تعيدوا المستوطنين المحتلين المغتصبين إلى الشمال وافعلوا ما شئتم، وهذا تحدٍّ كبير بيننا وبينكم". 

(أسوشييتد برس، قنا)