لبنان يودّع رمز المقاومة

الرأي الثالث

 في لحظة فاصلة من تاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي، ينضم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إلى قافلة الشهداء، في عملية اغتيال غادرة نفذها الاحتلال الإسرائيلي. بارتقاء السيّد إلى مرتبة الشهادة، يخسر لبنان قائداً استثنائياً ورمزاً للمقاومة، جسد بصماته في مسيرة الدفاع عن الأرض والوطن.

رحيله، استوجب حداداً رسمياً لمدة ثلاثة أيام، حيث أعلن رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، في مذكرة، أنه «على أثر استشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي انضم إلى قافلة الشهداء الذين سقطوا نتيجة العدوان الإسرائيلي والآثم على لبنان، يعلن الحداد الرسمي أيام الإثنين والثلاثاء والأربعاء في 30 أيلول و1 و2 تشرين الأول المقبل تنكس خلالها الأعلام على سائر الإدارات الرسمية والمؤسسات العامة والبلديات، وتعدل البرامج العادية في محطات الإذاعة والتلفزيون بما يتناسب مع الحدث الأليم. 

ويكون يوم تشييع الشهيد الكبير، يوم توقف عن العمل في جميع الإدارات العامة والبلديات والمؤسسات العامة والخاصة».

وبكلمات مؤثرة تعكس الارتباط العميق الذي جمع بينهما طوال عقود من النضال، نعى رئيس مجلس النواب نبيه بري السيد حسن نصر الله قائلاً "يا ابن موسى الصدر والمدرسة الحسينية المقاومة، يا أخي، أيها المجاهد القائد السيد الشهيد، لأوّل مرة تُخلف وعدًا وتغادر من دون موعد، أكتب إليك في عليائك وتخنقني العبرة وأنا الذي مسّني الشوق لرؤيتك". 

فيما نعت حركة أمل السيد نصر الله، ببيان مستقل، بتأكيدها على مواصلة الدرب، حيث قالت: "عهدنا للشهيد السيد نصر الله ولكل الشهداء أن نبقى الكتف على الكتف، ولن يزيدنا القتل والعدوان إلا ثباتاً دفاعاً عن لبنان"، 

مشددة على أن استشهاد السيد نصر الله لن يثنيهم عن الاستمرار في نهج المقاومة.

وعبّر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عن حزنه عبر منصة «إكس»، قائلاً: "انضم السيد حسن نصر الله ورفاقه إلى قافلة الشهداء الطويلة على طريق فلسطين. أتقدّم بالتعزية من حزب الله وجمهوره وأحيي أرواح المدنيين الأبرياء"،

 فيما اعتبر رئيس تيار المردة سليمان فرنجية استشهاد نصر الله برحيل الرمز وولادة الأسطورة، فيما "تستمرّ المقاومة".

وتعبيراً عن علاقتهما الوثيقة، نعى الرئيس السابق ميشال عون السيد نصر الله قائلاً: "افتقدتُ صديقاً شريفاً كانت لي معه وقفات عدّة لمصلحة لبنان وشعبه"، 

مشيراً إلى أن المرحلة الحالية تتطلب أعلى درجات التضامن الوطني لمواجهة المخاطر التي يفرضها العدوان الإسرائيلي.

من جانبه، أكّد رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، على أهمية الوحدة الوطنية قائلاً: "نتقدم بالتعزية من حزب الله واللبنانيين بالسيّد حسن نصر الله المقاوم الشريف وجبل الصبر". 

وأشار إلى أنّ "تضامننا الإنساني والوطني يجب أن يكون فوق أي خلاف سياسي"، محذراً من الفتنة الداخلية وداعياً إلى حماية الأمن والاستقرار.

من جهته، أدان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الاغتيال واصفاً إياه بالعمل الجبان، مضيفاً أن هذا الاغتيال "أدخل لبنان والمنطقة في مرحلة عنف جديدة، 

وكتب رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان معزياً عبر منصة "إكس": "رحل الحبيب والأخ، رمز المقاومة والمقاومين في العصر الحديث، رحل تاركاً خلفه مدرسة من العزّ والكرامة والمقاومة، ليس الوقت للحزن الآن ولا للبكاء، الوقت للنهوض ولإكمال المسيرة والصمود". 

هذا ورأى رئيس الحكومة السابق حسان دياب أن السيد نصر الله كرّس في عقول اللبنانيين والعرب المؤمنين بقضية فلسطين، أن هزيمة الاحتلال الإسرائيلي ليست مستحيلة، وأن قوة الإرادة والتصميم يمكن أن تصنع المعجزات.

وقال المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى، في بيان التعزية، "ان شعبنا لا تسقطه التضحيات ولا تزيده إلا قوة وصلابة وتماسكا وتمسكاً بهذا الخط ، فهو خط الأنبياء والصالحين في مواجهة العتاة والقتلة"، 

ورأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن "السيد حسن نصر الله نال مرتبة الشهادة، وما أعظم الخاتمة التي يكون ختامها أعظم الحسنى وما أكبر المفخرة التي يكون قربانها نصر الله".

بدوره، دعا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان اللبنانيين إلى الوحدة في مواجهة هذا المصاب الجلل، مشيراً إلى الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، والتي "تستدعي من جميع اللبنانيين الحكمة والوعي". 

هذا وأعرب شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز - رئيس المجلس المذهبي الشيخ سامي ابي المنى باسمه وباسم المجلس عن التضامن الكامل مع عوائل الشهداء والجرحى وسائر المدنيين، الذين قضوا في هذا الاعتداء الآثم، يدعو ازاء المرحلة البالغة الدقة والصعبة الراهنة، لإعلاء شأن الوحدة الوطنية والتضامن الداخلي وروح الأخوة الجامعة، في مواجهة العدوان، المنافي لكل القيم والمبادئ الانسانية والشرع الدولية، والقواعد الاخلاقية، راجياً ان "يتغلب صوت العقل والحكمة على ما عداه من أصوات التحريض والقتل والتدمير، وأن تحفظ أرواح الابرياء وممتلكاتهم".
 
الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري، أسامة سعد، وصف استشهاد نصر الله بأنه ضربة قاسية لمشروع المقاومة، معتبراً أنها "لن تكون نهاية لاستراتيجيات المقاومة، بل بداية لمرحلة جديدة من الصراع مع العدو الصهيوني"، 

أما رئيس الجمهورية السابق إميل لحود استذكر السيد حسن نصر الله قائلاً: "انتظر هذه اللحظة طويلاً، وهي انضمامه إلى ابنه وإلى قافلة الشهداء. وقد منحنا في حياته الوسام الأغلى وهو لقب (الرئيس المقاوم)"، ونعده بأن نبقى على العهد تماماً كما كانت الأجيال التي نشأت على نهجه خلال 30 عاماً من قيادته الحكيمة".

الحزب السوري القومي الاجتماعي رأى في اغتيال السيد نصرالله تجاوز خطير لكل الخطوط الحمراء والردّ على تلك الجريمة النكراء يُشرع الأبواب لكل الاحتمالات وصياغة القواعد والمعادلات على وقع المواجهة المصيرية مع عدونا الصهيوني الوجودي، كما أكد الحزب الشيوعي اللبناني أن الأمين العام لحـزب الله السـيد حسـن نصـرالله هو الشخصية البارزة التي لعبت دوراً هاماً في الحياة السياسية والعمل المقـاوم ضد العـدو الصهـيوني وفي دعم القضية الفلسـ.ـطينية، سواء في تحــرير لبنان من الاحـتلال الصهــيوني أو في حـرب تموز أو في معركة الاسـناد انتصاراً لغـزة وفلسـطين ومقـاومـيها، مؤكداً أن دماء الشهـداء المقـاومين لن تذهب هدراً، فلسوف ترتد على الفاشـيين الصـهاينة تحريراً للبنان وفلسـطين واسقاطاً لأنظمة التطبيع وحماتهم الولايات المتحدة الأميركية القائدة.